الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قمح أم تبن؟
الَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ قَمْحَهُ إِلَى الْمَخْزَنِ، وَأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ ( مت 3: 12 )
إلى مَنْ يُشير القمح؟ إلى كل الذين هم للرب يسوع المسيح؛ كل الذين بواسطة النعمة هم منه، وفيه. هم حبات القمح الحقيقية. أ لم يَقُل ـ له المجد ـ لبطرس: «سمعان، سمعان، هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة»؟ نعم. يا لها من حقيقة مباركة أن سمعان كان حنطة! لو لم يكن كذلك، لَمَا أراد الشيطان أن يغربله. إنه لا يغربل إطلاقًا التبن. إنني لا أُنكر أن التبن موجود في وسط الحنطة، لكن بالنسبة للتبن ـ الذي يُشير إلى غير المُخلَّصين، الخطاة غير المولودين ـ فإن الشيطان لا يضيِّع وقته. فهو ليس في حاجة أن يغربلهم، لأن الكل هو تبن. إنه يقود الخاطئ معصوب العينين إلى الهلاك الأبدي. أولاد الله فقط، أي كل مَنْ وُلد من الله ـ الذين يُسميهم الرب حنطة، هم الذين يغربلهم الشيطان ويُجرِّبهم، ويسعى أن يعثرهم.

لكن دعونا لا ننسى بهذه المناسبة، أن الرب يقول أيضًا لبطرس: «ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك» ( لو 22: 32 ). وبناءً على ذلك، فإن النور الذي قد أعطاه الله للنفس المتجددة لا يمكن أبدًا أن يُطفأ. إنني لا أشك أن الله قد يسمح للشيطان أن يغربل المؤمن وأن يجرِّبه، وذلك للتخلُّص من التبن. إنه يستخدم الشيطان كمذراة ليُزيل التبن منا. يجب أن نتعلَّم ضعفنا الشخصي، وعدم نفعنا. وإذا فشلنا في أن نتعلَّم ذلك في شركة مع الله، فنحن سنتعلَّمه برفقة الشيطان، كما فعل بطرس في دار رئيس الكهنة، حينما أنكر سيده، الذي سبق وصرَّح بجسارة، أمام الجميع، أنه مستعد أن يموت عنه. لكن هذا شيء مختلف تمامًا عن الدينونة المُرعبة التي تأتي على أولئك الذين ليسوا حنطة.

إنني أسألك يا صديقي بكل وقار: هل أنت حنطة أم تبن؟ هل أنت مولود من الله، أم أنك لا تزال خاطئ مسكين في خطاياك، رغم أنك مُتَديِّن بالاعتراف العَلَني؟ إذا لم تكن قد وُلدت من الله، ولم تغتسل بدم ابن الله، ولم تقبل الروح القدس ـ فمهما كان ما تفكره عن نفسك، ومهما كان ما يفكره أي شخص آخر عنك، فإن حالتك الحقيقية ومصيرك المستقبل موصوفان هنا: «وأما التبن فيُحرقه بنار لا تُطفأ». إنه حق خطير للخطاة غير التائبين.

فتعالَ لا تؤخـرْ لا تؤجِّل الدخـولْ
عن قريبٍ تتحسَّرْ فتبكي ولا قَبولْ

و. ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net