الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بشارة الملكوت
وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فيِ كُلّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيِعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأتيِ الْمُنْتَهَى ( مت 24: 14 )
البشارة التي يتحدث عنها الرب في هذا الجزء هي بشارة الملكوت، التي ابتدأ الرب نفسه بالكرازة بها، وهذه البشارة تعلن أن المسيح سيأتي ليملك على الأبرار وليقضي على الأشرار. ونحن نقرأ عن هذه البشارة كثيرًا في إنجيل متى ( إش 53: 8 يو 19: 15 )، وقد تأجلت حين رفض اليهود مَلكهم، فقُطع المسيح من أرض الأحياء (إش53: 8)، ومات فوق صليب العار، إذ فضَّل شعبه رجلاً قاتلاً عليه، وقالوا: «ليس لنا ملك إلا قيصر» (يو19: 15).

ولم يتوقف العمل ببشارة الملكوت فحسب، بل إنه نظرًا لموت المسيح وقيامته فقد بدأت إذاعة بشارة نعمة الله ( أعمال 20: 24 انظر أيضًا 1كورنثوس 15: 1-14). هذه البشارة تعلن أن الله يقبل، لا الأبرار فقط، كي ما يملك عليهم (مثل بشارة الملكوت)، بل إن الله يَقبل كل من يُقبل إليه بالتوبة والإيمان، ويعطيه الله لا مُلكًا أرضيًا بل ميراثًا سماويًا، ويربطه ليكون عضوًا في جسد المسيح. وهذا هو ”سر الإنجيل“ ( أف 6: 19 ). ويا لها من بشارة عظيمة! ويا له من نداء عجيب! ويا لها من أخبار مطلوب منا أن نعلنها بكل نشاط! «أن الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسبٍ لهم خطاياهم ... لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 19 - 21).

على أن بشارة الملكوت ستعود من جديد لتُسمع في كل المسكونة بعد اختطاف الكنيسة، وستُذاع في السبع سنين التالية لاختطاف الكنيسة إلى السماء. وكل الأمم الذين لم يحصلوا على امتياز سماع إنجيل النعمة، سيمكنهم الاستفادة من إنجيل الملكوت. وأما عن نتائج هذه البشارة فهي نتائج عظيمة وعجيبة حقًا، إذ يخبرنا يوحنا الرائي أن الذين سيخلصون هم ”جمع لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة“ (رؤ7).

هذه النتائج العجيبة، تُرى ما السر فيها؟ فرغم قلة الكارزين النسبي، ورغم ضعفهم الظاهر، كيف سيحصلون على مثل هذه النتيجة المُذهلة لكرازتهم؟ كيف سيصل صوتهم إلى كل المسكونة؟ نحن لا نتعجب كثيرًا من ذلك، فإن إرهاصات ذلك نراها حادثة الآن. فمع ضعف المؤمنين الذي لا يُنكر، ومع الارتداد المُحزن الذي نلمسه، هناك عمل للرب عجيب، الفضل فيه للرب وحده.

وليتنا من النتائج الرائعة التي يخبرنا عنها الوحي في رؤيا7 عن بشارة الملكوت، نتشجع نحن أيضًا بدورنا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net