الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قَدِّسوا صومًا..نادوا بِـاعْتِكافٍ
ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ، وَبِالصَّوْمِ وَالْبُكَاءِ.. وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ .. قَدِّسُوا صَوْمًا. نَادُوا بِـاعْتِكَافٍ... ( يوئيل 2: 12 - 16)
أين في المسيحية في هذه الأيام مَنْ يشعر ويتألم لحالة الخراب الروحي؟ أين مَنْ يحزن ويخجل ويتذلَّل أمام الرب من أجل هذه الحالة؟ إن الذين لا تعجبهم حالة المؤمنين والمؤمنات في هذه الأيام، لا يفعلون أكثر من إعلان استنكارهم للحالة، وفي الوقت نفسه هم أنفسهم متورطون ـ إن قليلاً أم كثيرًا ـ فيما يستنكرونه من شرور ظاهرة أو خفية.

بين شعب الله قديمًا كان رجال أتقياء، ينوحون على انحرافات الشعب. فهلا شعرت الكنيسة في هذه الأيام بمسؤوليتها إزاء الخراب الذي اتسعت دائرته جدًا؟ أ ليست لنا عيون ترى؟ أ ليست لنا آذان تسمع؟ وأين إحساسات قلوبنا إزاء ما نرى وما نسمع؟ وهل لأننا خلُصنا بالنعمة ولنا حياة أبدية مجانًا، نسكت ولا نبالي بقطيع الرب الذي وقع فريسة للاهتمامات المادية والروح العصرية، فتغيّرت لغة المؤمنين، وتغيَّرت مقاييسهم ومعاييرهم للحق، والواجب، والحشمة، والخطية، والبر؟

لا شك في أن الكتاب المقدس يقدِّم للإيمان وللإخلاص طريقًا واضحًا وصريحًا بعيدًا عن كل شبه شر، جماعي أو فردي. غير أن السير في هذا الطريق يجب أن يبدأ بروح منكسرة وتذلل عميق أمام الرب على الحالة المُحزنة التي وصلنا إليها. بل نقول إن السير في هذا الطريق الواضح بدون تذلل، وبدون شعور بالحزن العميق أمام الرب، إنما يقودنا إلى استعراض البر الذاتي العديم القيمة، وبذلك نضيف خطية إلى خطايانا فنغوص إلى حالة أردأ.

من صور القصور الكبير في إدراك الحق، أن نحس بأخطائنا الشخصية الفردية فقط، ولا نبالي بما يقع فيه إخوتنا المؤمنون من أخطاء، وبالتالي لا نهتم بعلاجها. إن المرض الذي يدب في عضو واحد تتأثر به أعضاء الجسد على السواء. والشهادة المُعطَّلة في عضو لها أثرها على شهادة الجسد كله.

أما عن هذه الضعفات والتقصيرات والخمير التعليمي والعملي، فإن الروحانيين بين المؤمنين هم أكثر أفراد القطيع إحساسًا بالمسؤولية، وأكثرهم أيضًا إحساسًا بالخجل. أما الذين يحبسون أنفسهم في دوائرهم الشخصية الضيقة، فلا يبالون بوطأة الشر بين مَنْ يُسمّون اسم المسيح. وما أبعد فكر هؤلاء المعتزلين بأنفسهم عن فكر الرب الذي في أيام جسده خدم الجميع بقلب كله عطف وبشفتين انسكبت عليهما النعمة.

ف. ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net