الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان السيموني (لا للتوبة)
لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقيِمًا أَمَامَ الله، فَتُبْ مِنْ شَرّكَ هذَاَ ( أع 8: 21 ، 22)
قصة سيمون: كان سيمون ساحرًا في السامرة ( أع 8: 13 ) ولما بشَّر فيلبس الشماس هناك، آمن سيمون وترك سحره واعتمد. لقد آمن وكان يلازم فيلبس؛ أي بدأ يخدم.

خطية سيمون: رأى سيمون بطرس ويوحنا يضعا الأيادي على الذين قبلوا الكلمة فيقبلوا الروح القدس، فأراد أن يقتني هذه الموهبة بدراهم!! وإذا بالرسول بطرس يحكم عليه: «لتكن فضتك معك للهلاك» (الهلاك الأبدي)، ونراه ينذره بحزم: ”ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر“. هل كل هذا من أجل فكرته البشعة؟ الإجابة: لا. فالمصيبة ليست في الخطية مع بشاعتها (أن يقتني موهبة الله بالمال)، ولكن المصيبة في القلب. والطبيب (بطرس) استطاع أن يشخِّص المرض الخطير «لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام الله». آمن، لكن القلب ليس مستقيمًا، أو قُل النعمة لم تصل إلى القلب رغم الإيمان.

قارئي العزيز .. لقد آمن سيمون بالحقائق الإيمانية الخاصة بالرب يسوع وملكوت الله. آمن بالقوات ولمَس هذا ذهنه وترك سحره. فهناك إيمان في العقل أثَّر في قراراته. وعادةً الإيمان العقلي له بعض التأثير ـ ربما حضور اجتماعات ـ خدمات ـ ولكن القلب ليس مستقيمًا، فما هو الحل؟

التوبة القلبية: اسمع ما قاله الرسول بطرس: «فتُب من شرَّك هذا، واطلب إلى الله عسى أن يُغْفَر لك فكر قلبك». وهكذا فعلاج الإيمان العقلي هو التوبة. فالإيمان العقلي ينقصه توبة قلبية وتركْ للخطية. وإن لم يلفظ القلب الخطية بالدموع عند قدمي السيد، فالقلب لا زال غير مستقيم (كقلب أي إنسان) أمام الله وهالك؛ «لتكن فضتك معك للهلاك» ( أع 8: 20 ). هالك في الجحيم رغم الإيمان العقلي. ولم ينفرد سيمون بهذا الإيمان، فهناك أيضًا فريق العذارى الجاهلات اللاتي يعرفن السيد (أصحاب معرفة عقلية)، ولكن السيد لا يعرفهن فلم يفتح لهن. قارئي العزيز، هل يعرفك السيد؟؟

دعني أؤكد أن الإيمان بكل الحقائق التعليمية دون توبة قلبية، هو إيمان عقلي لم يصل إلى القلب. فالتوبة هي مركبات النعمة التي تحمل الإيمان إلى القلب الذي لفظ الخطية لتجعله مستقيمًا ولتنقيه، بل قُل مستعدًا لاستقبال المقدسات.

فالتوبة هي الأساس، وهي أعمدة البناء الروحي.

ودعونا بدموعنا نغسل قلوبنا بتوبة حقيقية.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net