الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ملجأي في يوم الضيق
مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ. الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ؟ ( مز 118: 5 ، 6)
هذا المزمور (مز118) كان هو مزمور لوثر المُفضَّل، ولا سيما الأعداد من 5 إلى 18. وقد قال عنه إنه قدَّم له مساعدات خاصة وكثيرة أكثر مما يستطيع أي إمبراطور أو ملك أو أمير أن يعمل معه، أو أي حكيم أو قديس أن يجريه فيه.

«من الضيق دعوت الرب فأجابني من الرحب»، ونحن أيضًا، كم من المرات ضاقت نفوسنا وصرخنا إلى الرب فاستجاب لنا؟ «هذا المسكين صرخ، والرب استمعه، ومن كل ضيقاته خلَّصه» ( مز 34: 6 ). وصورة هذا الضيق نجده في يوسف عندما باعه إخوته للإسماعيليين. لم يجد يوسف مَن يشكو له، إذ كان كاليتيم وهو بعيد عن أبيه، لكن كان هناك مَن يسمعه: «إليكَ يسلِّم المسكين أمره. أنت صرت مُعين اليتيم» ( مز 10: 14 )، مكتوب عن الرب: «في كل ضيقهم تضايق، وملاك حضرته خلَّصهم» ( إش 63: 9 ). ويمكننا فهم هذا العدد بمفهومين:

أولاً: إن الطريق ضيق، لكن الخاتمة رَحبة «يقودكَ (الرب) من وجه الضيق إلى رَحب لا حصر فيه» ( أي 36: 16 ).

ثانيًا: إن الرب في حكمته السرمدية يستخدم الضيق لكي يوسِّعنا روحيًا «عالمين أن الضيق يُنشئ صبرًا» ( رو 5: 3 ). وهذا المعنى نفهمه من مزمور4: 1 «في الضيق رحَّبت لي (أو رحَّبتني)». وكم هو مؤثر وجميل قول الوحي عن بني إسرائيل وقت ذلهم في كور المشقة؟ «ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا» ( خر 1: 12 ).

والرب قد يتعامل معنا في الضيق بأحد طريقتين؛ إما أن ينقذنا من الضيق ويُخرجنا منه، أو أنه يعطينا القدرة والإمكانية لأن نحتمل الضيق «احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا» ( يع 1: 3 ).

إن كان العدد الخامس من المزمور يُعطينا تلخيصًا للاختبار، فإن العدد السادس يعطينا سر الانتصار «الرب لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي الإنسان؟». ولقد اقتُبست هذه الآية في عبرانيين13: 5، 6 «لأنه قال: لا أُهملك ولا أتركك، حتى إننا نقول واثقين: الرب مُعينٌ لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسانٌ؟». ما أجمل أن الرب يقول ونحن نُجيب! هو يقول «لا أُهملك»، ونحن نُظهر الثقة في مواعيده، فنقول واثقين «الرب معينٌ لي». هناك مؤمنون كثيرون بالأسف، رغم سماعهم مواعيد الله الصادقة، يظلون كما هم، خائفين ومنزعجين؟! ليتنا نتكئ رؤوسنا على وسادة مواعيده الليّنة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net