الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 أغسطس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عظمٌ لا يُكسَر منهُ
وَأَمَّا يَسُوعُ...لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ .. لأَنَّ هَذَا كَانَ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: عَظْمٌ لاَ يُكْسَرُ مِنْهُ ( يو 19: 33 - 36)
هذه النبوة الواردة في يوحنا19: 36 تربط بين موت المسيح ورمزه في خروف الفصح ( خر 12: 46 ). وهذا يذكِّرنا بوجهة البدلية في موت المسيح. ففي أرض مصر ذُبح خروف الفصح، ودمه رُش لتراه عين الرب يهوه. ولحم الخروف شُويَ بالنار وأُكل على أعشاب مُرَّة وفطير، وكان في ذلك نجاتهم من الدينونة، وأساس خلاصهم من العبودية، وبداية عهد جديد بخروجهم من مصر إلى أرض الموعد. كان الخروف بديلاً عن كل عائلة ذبحته أمام الله. وكل فرد من أفراد العائلة برهن على إيمانه بكلمة الرب بواسطة أكله من الخروف المشوي. وأعياد الفصح التي تعاقبت بعد ذلك سنويًا كانت لأجل التذكير. وهكذا معنا ”المسيح فصحنا قد ذُبح لأجلنا“ ( 1كو 5: 7 )، ونحن قد افتُدينا بدم المسيح الكريم «كما من حمَلٍ بلا عيب ولا دَنَس» ( 1بط 1: 19 ). وعمل المسيح النيابي على الصليب كان لازمًا لأجل فدائنا. وكل فرد ينبغي أن يخصص هذا الموت لنفسه بالإيمان، وكل تعليم يغفل هذه الحقائق مهما تضمن من حقائق أخرى، ومهما كانت الجماعة المسيحية التي تنادي به، لا يمكن أن يصلح أساسًا للخلاص من الدينونة الأبدية.

إنه من المهم أن نلاحظ أن موت المسيح في إنجيل يوحنا مقترن بصُنع الفصح التقليدي الحرفي، بينما في الأناجيل الثلاثة الأخرى يرتبط موت المسيح بصُنع العمل التذكاري بكسر الخبز وشُرب الكأس، وهو العمل الذي جعله الرب احتفالاً تذكاريًا بدلاً من الفصح. وفي هذا الخصوص يمكننا أن نتعلَّم كثيرًا جدًا من نبوات العهد القديم ورموزه.

وفي يوحنا19: 36 إشارة إلى مزمور34: 19، 20 «كثيرة هي بلايا الصدِّيق، ومن جميعها يُنجيه الرب. يحفظ جميع عظامه. واحدٌ منها لا ينكسر». هذا المتألم الملَكي رغم أنه تألم تحت يد الله القدوسة، والإنسان حكم عليه كما يحكم على شرير آثم، كان لا بد أن يتبرهن برّه وتقواه كصدِّيق بتتميم هذه النبوة.

إن جميع نبوات العهد القديم والجديد على السواء، والتي لم تتم حتى الآن، سوف تتحقق في حينها المناسب. وهذا اليقين من جهة تتميم مواعيد الكتاب يقترن بالبركة عند المؤمن المفدي. وهذا اليقين عينه بالنسبة لغير المؤمن يقترن بالدينونة. وكل تتميم لأية نبوة من نبوات الكتاب سيكون لمجد الله والمسيح. ليتنا جميعًا ننتظر بفرح وصحو إتمام كل نبوة الكتاب.

فردريك جيننجز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net