الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قَدْ أُكْمِلَ
فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: قَدْ أُكْمِلَ. وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ ( يو 19: 30 )
لقد أكمل الرب يسوع العمل الذي أعطاه إياه الآب ليعمله. لذلك اكتفى العدل، بل أكثر من ذلك تمجّد الله من جهة الخطية. لقد تقابل عند الصليب العداء والمحبة. عداء الإنسان نحو المسيح الذي كان يجول يصنع خيرًا، ومحبة المسيح من نحو الإنسان، المحبة الفائقة المعرفة.

ولم يظهر بر الله وعدله بصورة أوضح مما ظهر في شرب المسيح كأس الغضب الإلهي، فهناك ظهر بر الله كما ظهرت أيضًا محبته للخاطئ الأثيم. ومتى تأملت في المسيح الذي «الذي أُسلِمَ من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا» ( رو 4: 25 ) فإني أرى مسألة الخطية قد انتهت تمامًا وتمجّد الله. لأنه لماذا مات المسيح؟ إنه مات «من أجل خطايانا حسبَ الكتب» ( 1كو 15: 3 ). فإذا أتيت إلى المسيح كخاطئ فهناك أرى المسيح حاملاً خطاياي في جسمه على الخشبة ( 1بط 2: 24 )، ولكنه ـ تبارك اسمه ـ قد قام وهو موجود الآن في المجد. فهل أخذ خطاياي معه إلى المجد؟ كلا. إنه وقف مرة موقفي أمام عدالة الله فشرب كأس الغضب، التي مجرّد تذكرها جعل عرقه ينزل على الأرض كقطرات الدم. وبعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطاياي «جلسَ في يمين العظمة في الأعالي» ( عب 1: 3 )، فهو ليس مثل كهنة العهد القديم الذين كانوا يقدمون نفس الذبائح كل حين، بل قدَّم نفسه مرة واحدة ثم جلس إلى الأبد لأن العمل قد أُكمل بحسب مقياس الله، وليس بحسب تقديرنا نحن. إننا كلما اقتربنا من الله كلما زادت قيمة العمل في نظرنا. أما العمل في حد ذاته فقد أُكمل مرة واحدة إلى الأبد.

لقد أذنبنا إلى الله في جهالتنا، لكن الله قد برَّرنا. لقد تدنسنا بالخطية، لكن دم ابنه الكريم قد طهرنا. لقد أغظنا الله بآثامنا المتنوعة، لكنه سامحنا إلى الأبد، وأعطانا الروح القدس ساكنًا فينا الآن، وهو يشهد لأرواحنا أننا أولاد لله. لقد صار جسدنا هيكلاً للروح القدس الذي فينا، الذي لنا من الله ( 1كو 19: 6 ).

ولنذكر أيضًا أن علاقتنا مع آدم الأول قد انتهت وبركاتنا الآن هي في آدم الأخير ـ ابن الله ـ الذي صار إنسانًا ليكون بكرًا بين إخوة كثيرين. ومع أنه يبقى متقدمًا في كل شيء إلا أن قلبه لا يستريح حتى يرانا في نفس المجد الذي له، يرانا معه ومثله إلى الأبد.

أمواج العدلِ طَمَت عليه إذ عوقب عن خطاياكِ
قام البديل والصلحُ تم وبرُّ الله قد غطاكِ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net