الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مآزر أوراق تيـن
فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا..فَأَكَلَ. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ.. وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ ( تك 3: 6 ، 7)
هذه المآزر التي صنعها آدم وحواء لأنفسهما لم تخلِّصهما من الإحساس بالعري والعار، لأنهما لمَّا سمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة «اختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة»، ولم يستطع ضمير الإنسان أن يأتي به إلى الله، ذلك لأن هذا هو عمل الروح القدس وحده. وعلى النقيض ملأه الضمير بالخوف، ودفعه بعيدًا عن الله؛ لقد أراد أبوانا الأولان أن يخفيا أنفسهما. لقد كان لهما إدراك خافت على الأقل للبُعد الأدبي الذي يفصلهما عن خالقهما. كان هو القدوس، أما هما فخاطئان، ولأجل ذلك كانا خائفين وأرادا الهروب من حضرته، وهذا هو الحال مع الإنسان الخاطئ اليوم. فعلى الرغم من ممارساته الدينية، وأعمال بره الذاتي التي يفخر بها، لكنه غير مستريح ويملؤه الخوف. ولماذا يهمل الناس قراءة الكتاب المقدس؟ لأنه بخلاف أي كتاب آخر يأتي بالإنسان ويُقرِّبه من الله، والناس لا يجدون راحتهم في حضرة الله، ويريدون الهروب منه. ولماذا يبتعد الناس عن حضور الاجتماعات التي تُقدَّم فيها كلمة الله؟ بل ويسرعون بتقديم الأعذار الكثيرة، إلا السبب الحقيقي، ألا وهو أنهم في خطاياهم لا يستريحون في حضرته، ولذلك يهربون منه، وكما فعل آدم هكذا يفعلون.

وعندما طلب الله آدم ووقف أمامه وجهًا لوجه بخطيته، كانت أمامه فرصة كافية للاعتراف بخطيته «هل أكلتَ من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟». كيف كان جوابه؟ وهل استطاع آدم أن يستفيد من الفرصة المقدَّمة له؟ إنه بدلاً من أن يأتي بقلب منكسر معترفًا بخطيته، التمس العذر لنفسه «فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت». ونفس الشيء حدث من حواء «فقالت المرأة: الحية غرَّتني فأكلت». لقد جرت محاولات للتخفيف من جُرم وشناعة الخطية. كل واحد يُسرع ويُلقي الذنب على غيره، وهذا عين ما نراه في هذه الأيام الأخيرة. والأعذار ذاتها التي يلتمسها الإنسان لنفسه هي أساس الدينونة؛ قال آدم: «المرأة ... أعطتني ... فأكلت»، والعذر الذي قدّمه كان أساس الدينونة «لأنكَ سمعت لقول امرأتك وأكلت ...». فمثل هذه الأعذار لا تفيد، ولا بد أن يقف الإنسان المُذنب أمام الله وجهًا لوجه، هكذا سيكون الحال أمام العرش العظيم الأبيض ( رؤ 20: 11 -15). فليتك تُسرع الآن إلى المخلِّص الوحيد، الذي ليس بأحد غيره الخلاص ( أع 4: 12 ).

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net