الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تَعَلَّمَ الطَّاعة
مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ. وَإِذْ كُمِّلَ صَارَ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ، سَبَبَ خَلاَصٍ .. ( عب 5: 8 ، 9)
لقد عاش الرب يسوع المسيح، على الأرض، حياة إنسانية في كل شيء ما خلا الخطية، واختبر كإنسان مثلنا الألم، وعرف ما هو احتمال التجربة، حتى إنه الآن في السماء يمارس ـ كإنسان أيضًا ـ كهنوته لأجلنا. لقد تجرَّب في كل شيء، وتعلَّم الطاعة مما تألم به.

ومن المهم جدًا أن نلاحظ أن الكتاب لا يقول إن الرب يسوع ”تعلَّم أن يُطيع“ بل إنه «تعلَّم الطاعة»، والفرق كبير بين التعبيرين. ولكي نوضح الفرق نقول: إن الخلائق التي لم تسقط (الملائكة ورؤساء الملائكة) لا تتعلَّم أبدًا أن تُطيع لأن الطاعة من طبيعة مركزهم. إن الملاك يُطيع طبعًا وطبيعة، ولا يمكن أن يُداخل الخلائق التي لم تسقط فكر ضد الطاعة، فليس له أن يتعلَّم الطاعة. أما المخلوق الساقط ـ كالإنسان ـ فهو الذي يتعلَّم ليس الطاعة بل ”أن يطيع“، لماذا؟ لأن إرادتنا طبعًا وطبيعة لا تُطيع. إنها بالطبيعة تعصى وتتمرَّد، وبالتدريب والترويض والتأديب نتعلَّم ”أن نطيع“.

أما الرب يسوع فقد تعيَّن عليه أن يتعلَّم «الطاعة» لأنه لم يكن مخلوقًا بل هو الخالق. لم يتعيَّن عليه أن يتعلَّم ”أن يطيع“. حاشا. لأنه لم تكن فيه إرادة مُضادة لإرادة الله الآب. لكن تعيَّن عليه أن «يتعلَّم الطاعة» لما جاء في صورة الإنسان في الجسد، ذلك لأن مركزه منذ الأزل هو أن يأمر ويُطاع، ولا يُؤمر ويطيع. ولكنه قد جاء إلى العالم وتعلَّم الطاعة ما هي، وتعلَّم الألم ما هو، ونهاية هذا الطريق كانت «لكي يكون رحيمًا، ورئيس كهنة أمينًا في ما لله» ( عب 2: 17 ). إن ابن الله الذي لو بقيَ في السماء لَمَا عرف (أي تعلَّم) ما هي الطاعة، وما هو الألم، جاء إلى هذا العالم وتعلَّم كليهما تمامًا. لكي يكون له الأهلية الكاملة لأن يرثي للذين تعيَّن عليهم أن يسلكوا في الطاعة وفي الألم في هذا العالم. «وإذ كُمِّلَ» ـ بالعلاقة مع وظيفته ككاهن ـ أي إذ كُمِّل باجتيازه في كل اختبارات الطاعة والألم على أكمل وجه، تأهَّل تأهيلاً كاملاً لأن يكون «لجميع الذين يُطيعونه، سبب خلاص أبدي، مَدعوًا من الله رئيس كهنة على رُتبة ملكي صادق» ( عب 5: 9 ، 10).

حدثوني أيُّ حبٍ قادهُ نحو الصليبِ
فمشى أصعبَ دربٍ أيُ شخص كحبيبي

حدثوني عن يسوعَ


داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net