الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَنسَى ما هو وراء
أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا ... أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا ( في 3: 13 ، 14)
إننا نفقد قوة ولذة هذه الأقوال إذا طبقناها على سقطاتنا، لأنه في هذا الفصل العظيم لا يُشير الرسول إلى سقطات، بل بالعكس تمامًا، يعلن أنه قد تخلى عن كل شيء كان له حسب الجسد «ما كان لي ربحًا، فهذا قد حَسبته من أجل المسيح خسارة» (ع 7)، هذه كانت من ضمن الأشياء التي كانت وراءه. كان هذا في بداءة طريقه مع الرب، ولكن هل فشل بعد ذلك؟ وهل أشار إلى الفشل عندما قال: «أَنسى ما هو وراء»؟ هل تخلَّف عن المستوى العالي الذي بدأ به؟ كلا. لم يتغيَّر فكره قيد شعرة. فلم يحسب كل شيء خسارة لأجل المسيح بسبب حرارة المحبة الأولى فقط، بل استمر يفعل ذلك «بل إني أحسبُ (في الحاضر) كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي» (ع 8). فهل ضعف عزمه ذرة واحدة عن الأول؟ كلا. بل كان أقوى وأكثر حماسًا، لأنه بينما حسب في الماضي كل الأشياء خسارة لأجل المسيح، فإنه يحسبها في الحاضر «نفاية» أيضًا، أي: ”زبالة“ (ع 8). فلم يكن هذا فشلاً، بل نجاحًا. لقد قويت مشاعره أكثر فلم يجد تعبيرًا أقوى من هذا ليعبِّر به عن سمو المسيح وأفضليته، وحقارة كل شيء آخر. فقصد أن يبيِّن بعبارة بسيطة أنه لا تجوز المقارنة بين المسيح وأي شيء غيره.

إذًا لم تكن السقطات هي التي أشار إليها بولس حينما قال: «أنسى ما هو وراء». قد يقوم المسيحي بخدمة صحيحة للرب، ويشعر بقيمتها بغير مُغالاة، هذا ما يجب أن ينساه.

عزيزي .. إنس الأشياء الحسنة التي هي وراء، لأنها مدوَّنة في سجل الرب ومكتوبة في سفر تذكرته، فانسها أنت وتقدَّم إلى أعمال جديدة أفضل، ساعيًا نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العُليا في المسيح يسوع.

بعض المسيحيين لا يتقدمون في حياتهم الروحية، بل يبقون في مكانهم مستريحين، مرددين حادث إيمانهم، وما فعلوه في الأيام السالفة. إنهم يعيشون على الماضي عوضًا عن نسيان ما هو وراء والامتداد إلى ما هو قدام. هذا هو قصد الرسول الحقيقي في فيلبي3. فكم هو مفيد أن ننسى الخدمات التي قُمنا بها، فنمتلئ بأفكار جديدة عن المستقبل، متقدمين نحو الجعالة!

أسعى بلا تردد ولستُ أبتغي الرجوعْ
وأنسى كل ما ورا لأنظرَ ربي يسوعْ

ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net