الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 14 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التغذي على المكتوب
وَقَالَ لِي: يَا ابْنَ آدَمَ، أَطْعِمْ بَطْنَكَ وَامْلأْ جَوْفَكَ مِنْ هذَا الدَّرْجِ ( حز 3: 3 )
بعد سنوات طويلة في خدمة الرب، قال أحد الأفاضل: ”جيد أن تكون عظاتك مشبَّعة بأقوال الله، لكن إن كنت تقرأ الكتاب فقط لكي تحصل على أفكار أو حقائق لتكون مادة لخدمتك، فستجد نفسك بعد كل خدمة مُنهكًا وفارغًا، لأنك تجمع ثم توزع دون أن تشبع“.

هذه الحقيقة قد اختبرها كل مَنْ يُقدّم خدمة كلمة، وأدرك خطورة دراسة الكلمة بدون التغذي والشبع بصورة شخصية.

على كل المؤمنين أن يتذوقوا كلمة الله الأحلى من العسل وقطر الشهاد، فكم بالأولى الذين يُقدّمون الكلمة للآخرين! هؤلاء يحلو لهم أن يلهجوا في شريعته كثيرًا فتبدو عليهم الحيوية الناضرة وتكون خدمتهم مثمرة ( مز 1: 2 ، 3)، وينطبق عليه ما جاء في أمثال11 : 25 «المُروي هو أيضًا يُرْوَى».

قال الرب لحزقيال: «يا ابن آدم، كُلْ ما تجده. كُلْ هذا الدَّرْج، واذهب كلِّم بيت إسرائيل. ففتحت فمي فاطعَمَني ذلك الدَّرْج» ( حز 3: 1 ، 2). قبل أن يتكلَّم يجب أن يأكل! وليس فقط على النبي أن يحتفظ بالطعام في فمه ليتذوقه فحسبْ، بل عليه أن يُطعم بطنه ويملأ جوفه به. والمقصود بالأكل هو التأمل العميق في الكلمة «وُجِدَ كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» ( إر 15: 16 ؛ قارن رؤيا10: 9). وإطعام البطن معناه أن كل الكيان يستفيد بالكلمة عندما تدخل للأعماق، ويتشبع بها كل الكيان، الفكر والوجدان، فتُقدّس الدوافع، وتُنقي القلب، لأن الرب يُسر بالحق في الباطن، كما أن الكلمة الحية تُعطي إنساننا الجديد قوة وحيوية. وقال داربي: ”تغذى على كلمة الله كثيرًا، حتى يتشبع دمك بالمكتوب“.

الشيء العجيب أن أقوال الله رغم أنها رسائل إنذار وأخبار دينونة وقصاص إلهي، لكنها أيضًا حلوة كالعسل! ليس فقط الوعود المعزية والأخبار السارة عن محبة الله ورحمته وأفضال نعمته، التي نجد فيها حلاوة، بل حتى في مشاهد القضاء الإلهي العادل، لنا أن نسمع كلام طيب وكلام تعزية. كما أنه رحيم ومحب، فهو أيضًا قدوس وعادل، لذا يُسر المؤمن بأن يتأمل في عواطفه الرقيقة، وأيضًا له أن يفرح وهو يتأمل أحكام بره وعدالته «ذكْر كثرة صلاحك يُبدُون، وبعدلِكَ يُرنمون» ( مز 145: 7 ).

سُلافُ سرورٍ، عشاء عظيمْ طعامٌ وروحُ الحياهْ
وكلامك الكامل المستقيمْ يُرينا طريق النجاهْ

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net