الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 يوليو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أحبَّاء المسيح
لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لَكِنِّي..سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي ( يو 15: 15 )
يا له من حبيب!! فإن محبة ربنا يسوع المسيح من نحونا لا يمكن أن تُدرَك بكمالها ونحن هنا على الأرض. سنعرف هذه المحبة الكاملة عندما يأتي بنا المسيح إلى بيت الآب ذي المنازل الكثيرة. هناك سنعرف أي حبيب هو، وأية محبة أحبنا بها.

جاء الحبيب العزيز على قلوبنا وهو يعرف أنه سيُحتقَر من الناس، وسيختبر الحَزَن، بل سينزل إلى جُب الهلاك، وإلى طين الحمأة ليخلِّص أحباءه من خطاياهم، ومن تعاستهم.

نيابة عنا وقف أمام عدالة الله، ولأجل خلاصنا تُرك من الله القدوس البار. فيا لها من محبة! ويا له من مُحب! وإذ افتدانا واشترانا بدمه الكريم وجعلنا خاصته، أصبح لنا: «مُحب ألزق من الأخ» ( أم 18: 24 ) بل ومُحبًّا في كل وقت. ودعوَته لنا الآن هي دعوة المُحب الذي يفرح بأن يتقاسم مع أحبائه أطايبه ومسراته «كُلوا أيها الأصحاب. اشربوا واسكروا أيها الأحباء» ( نش 5: 1 ).

إنه حبيبنا الذي وعد أن يسمع أضعف أناتنا، ويجاوب على طلباتنا وصلواتنا. ضعفاتنا يحس بها لأنه «مُجرَّب في كل شيء مثلنا، بلا خطية» ( عب 4: 15 ). إنه يُحبّ كلٌ منا محبة عميقة، ويتلذذ بنا أفرادًا لذة كبيرة، ويعرف ويهتم بكل أحمالنا وأحزاننا وآلامنا ومشاغلنا. إنه الحبيب الذي يحمل أثقالنا كما حمل خطايانا.

إنه الحبيب الذي يحمينا ويدافع عنا. ويحفظنا ويحرس خطواتنا، ويسترنا بظل جناحيه. كل الأحباء من الناس يحبون إلى حين، ثم تفتر محبتهم، ثم تبرد تمامًا. أما هذا الحبيب فلا يتغيَّر في محبته. هو هو على الدوام، ومحبته في غزارتها وقوتها هي هي على مرّ الأيام.

هؤلاء يتأثرون بأخطائنا، وتتأثر محبتهم بأقل المؤثرات. وأقوى الروابط على الأرض أحيانًا تتفكك، لكنه صديق يحب في كل وقت. خطايانا وضعفاتنا وتقصيراتنا تُحزنه، لكنها لا تؤثر على محبته العظمى. وحتى في أيام تيهاننا، عندما تتحول قلوبنا عنه وتطلب غيره، هو لا يكف عن أن يُحبنا. وفي كل وقت تستطيع قلوبنا أن تركن إلى هذه المحبة العجيبة الفائقة. هو قريب في كل وقت لا يهمل، ولا يترك. حقًا هل صديق كيسوع ربنا؟

يا تُرى أي صديقٍ مثلُ فادينا الحبيبْ
يحملُ الأثقالَ عنا وكذا الهمَّ المُذيبْ

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net