الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 مايو 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مغزى الصليب
لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ هَهُنَا ( يو 14: 30 ، 31)
إذا كان الله بارًا ويدين الخطية، فهل يستطيع أن يمارس محبته في كل ملئها نحونا نحن الخطاة؟ هنا يدخل موت المسيح وكفارته. فالرب يسوع قد أخذ طوعًا هذه المهمة على عاتقه، وهي أن يمجِّد الله تمجيدًا كاملاً ويؤكد المحبة اللانهائية لنا، وفي الوقت نفسه يصون بر الله الكامل. لقد حمل خطايانا وجُعل خطيةً لأجلنا. تجرَّع، له المجد، كأس الموت والدينونة المرير؛ الكأس الذي ملأته خطايانا. بذل نفسه لأجلنا ... سُحق لأجل آثامنا وجُرح لأجل معاصينا. أ لم تكن هذه محبة؟ نعم، ومع ذلك فإن دينونة الله العادلة ضد الخطية قد صينت إلى أقصى حد، حتى إن ما أراه هناك لم يكن فيه أي تسامح من جهة الخطية على الإطلاق. والواقع ماذا كان يمكن أن يُبيِّن مدى دينونة الله للخطية مثل موت ابن الله عندما جُعل خطية لأجلنا؟ أ لم يكن ممكنًا أن يُعفى عنه؟ كلا. فكيف يمكن والحالة هذه أن يُعفى عن أي إنسان يتمادى في رفض الرحمة المُقدمة له على حساب عمل المسيح الكفاري؟ أ كان ممكنًا أن تعبر هذه الكأس دون أن يشربها؟ كلا. فعمَّن يمكن أن تعبر إن لم يكن قد شربها هو عوضًا عنا؟

ثم انظر كيف أن فكرة مجرد الموت تحت أيدي الناس الأشرار تهدم كل مجد الصليب. مكتوب أن المسيح بذل نفسه، أي قدّم نفسه. وهنا أجد كمال نفسه المقدس ظاهرًا بكيفية لا يستطيع غير الصليب أن يُظهره هكذا. فيا لها من محبة! ويا له من تكريس! ويا له من بذل في سبيل مجد الآب! «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» ( يو 10: 18 ). ستقول كيف يمكن أن هذا يمجِّد الآب، أن يقدِّم نفسه لموت قاس، وغضب شنيع مثل هذا؟ الجواب: لأن خطاياك جعلت ذلك أمرًا لا بد منه.

فإذا كان لا بد أن تظهر تلك المحبة، فلم تكن هناك غير هذه الطريقة: ضرورة صيانة قداسة الله، أو بعبارة أخرى استحالة السماح بالخطية. فأنت (إذا كنت بالنعمة مؤمنًا) لن تُستبَعد من أمام وجه الله بسبب خطاياك لأنه بدلاً من ذلك قد استُبعدَت خطاياك جميعها، لكي تبقى أنت في سلام أمام وجه الله وتعرفه في كامل محبته. «الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ).

يا عجبًا من حكمةٍ تنوعت فيك بَدَتْ
وفَّيت حق العـدل والـ نعمةُ لنا أُظهرتْ

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net