الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 مارس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واقفاتٌ عند صليب يسوع
وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ، مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ ( يو 19: 25 )
نساء فُضليات كانت محبة الرب يسوع المسيح تحصرهن فوقفن عند صليبه، وفي شجاعة واجهن عالم العداء. لم يخشين غلاظة العسكر الرومان، ولا مكايد رؤساء الكهنة والكتبة، بل بكل سرور أظهرن ارتباطهن بذلك المصلوب المرفوض. وبهذا كان الإعلان منهن واضحًا بوقوفهن إلى جانب يسوع الناصري الذي حكم عليه الأمم ظلمًا، وبغلاظة صلبوه بين لصين.

وفي موكب الوفاء من نساء فُضليات كن قد تبعن الرب يسوع من الجليل، ممَنْ كن يخدمنه، اقتربت أكثر إلى الصليب أُم ربنا مع الآخرين. ومن المؤكد أنه كان من شأن وقوفهن مع سيدنا في ساعة العار، أن يجلب عليهن التعيير والاضطهاد، لكنهن برغم ذلك أخذن مكانهن هناك!!

ومَنْ ذا يستطيع أن يُحدِّثنا عن حجم الكآبة التي غشيت أذهان وقلوب أولئك النسوة وهن يستمعن لصوت صرخات الرب يسوع، وهن يرمقن مقامرة العسكر الشرهين، وعدم مُبالاة جمهرة الناظرين، وسخرية الكهنة والكتبة، واستهزاء الحكام، وتعييرات اللصين، حتى ولو لم يكنّ واقفات حين لفَّت الظلمة العظيمة المشهد العظيم ليسمعن تلك الصرخة الأسيفة خارجة من قلبه الكبير «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» ( مز 22: 1 ).

ألا ليت محبة الرب يسوع تأسر عواطف قلوبنا لتكون على استعداد أن تحتذي هؤلاء النسوة الفُضليات، ونأخذ موضعنا عند أقدام الصليب مثل بولس الذي كان فخره الوحيد «صليب ربنا يسوع المسيح». لقد فصلنا الصليب عن روابط الأرض واجتذبنا إلى المسيح «خارج المَحلَّة» لنشاركه رفضه، لنحمل اسمه، قابلين عاره.

والصليب ما زال مُحتقرًا، والمُخلِّص الذي صُلِبَ لا زال مرفوضًا، والناس يفضِّلون مُخلِّصًا بغير صليب، وإنجيلاً بغير دم، لكن المسيح الذي كلَّلُوه بالشوك، الذي سخروا به، الذي بصقوا عليه، الذي جلدوه، الذي صلبوه، الذي امتهنوه. يسوع الناصري، ابن الله، السرمدي، المُعادل للآب، الخالق، حامل كل الأشياء، ضابط الكل، هو ربنا ومخلِّصنا، «وليس بأحدٍ غيرهِ الخلاص» ( أع 4: 12 ).

وبدورنا، إذ نلتف معًا حول العشاء لنذكر مخلِّصنا المعبود، نعود بالخاطر إلى الساعة الخطيرة عينها إلى الصليب ذاكرين آلامه، وحزنه، وموته، وأن كل هذا كان من أجلنا. لقد مات عنا في الجلجثة، وحَمَلَ خطايانا في جسده على الخشبة. له كل المجد.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net