الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 مارس 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هو سيِّدكِ
اسمعي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذْنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ ..، فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ ( مز 45: 10 ، 11)
«اسمعي يا بنتُ وانظري، وأميلي أُذنكِ». نرى هنا أهمية الاستماع، لأن الإيمان أتى بالاستماع ( إش 55: 2 ، 3؛ يو5: 24؛ رو10: 17، 18).

«أَميلي أُذنكِ». نتذكر قول المرنم في مكان آخر: «أحببتُ لأن الرب يسمعُ صوتي، تضرعاتي. لأنهُ أمالَ أُذنَهُ إليَّ فأدعوه مدة حياتي» ( مز 116: 1 ، 2). لقد أمال الرب أذنه ليسمع همساتي وتنهداتي، وأنا أميل أذني نحوه لأسمع لا وصاياه فحسب، بل رغباته وأشواقه.

«وانسي شعبكِ وبيت أبيكِ» ... ومريم أخت لعازر في لوقا10 سمعت وقدَّرت، ثم في يوحنا12 نسيت الكل في تكريس كامل وولاء منقطع النظير.

علَّق أحد الشرَّاح على هذه الآية قائلاً: ”بيت أبينا السابق هو الخطية التي عشنا فيها، وشعبنا هم رجال الإثم ورفقاء السوء الذين كانت تربطنا بهم علاقات غير مقدسة قبل الإيمان. ولكن إذ قد عرفنا المسيح، علينا أن ننفصل عن هذا البيت وعن هذا الشعب“.

وقال آخر: ”إن كنا قد دخلنا فُلك الخلاص، فدعونا ننسى الجيف النتنة خارج الفُلك، وإن كنا قد وصلنا إلى جبل النجاة، فلا ننظر إلى سدوم المحترقة كما فعلت امرأة لوط. وإن كنا قد خرجنا من مصر، فلا يجب أن نشتهي قدور اللحم التي تركناها خلفنا، وإن كنا في حربنا مع مديان، فلنشرب الماء بالعجَلَة. وإن كنا على السطح، فلا ننزل لنأخذ الرداء الذي في المنزل. وإن كنا قد وضعنا أيدينا على المحراث، فدعونا لا ننظر إلى الوراء“.

وقال ثالث: ”لقد دُعينا لنترك الحماقة لأجل الحكمة، والبُطل لأجل الأفراح الأبدية، والخداع لأجل الحق، والبؤس لأجل السعادة، والأوثان لنعبد الله“.

وأخيرًا قال رابع: ”الفلسفة هي فن التذكُّر، والقداسة هي فن النسيان“. وبهذا وحده ـ أيها الأحباء ـ أي عندما ننسى شعبنا وبيت أبينا، يتم فينا ما ذُكِرَ بعد ذلك:

«فيشتهي الملك حُسنك» لقد نسيت راعوث شعبها وبيت أبيها، فتغنى بوعز بجمالها وإخلاصها، وقال لها: «أحسنتِ» ( را 2: 11 ؛ 3: 10). كما أن ابني زبدي إذ وصلتهما دعوة الرب، فإنهما في الحال تركا أباهما مع الأجرى والشِباك، وتبعا يسوع.

والحُسْن، في نظر العريس، هو التكريس والقلب الموحَّد لخوف اسمه ( مز 86: 10 ). فليتنا نُظهر تكريس قلوبنا لسيدنا فيأتي سجودنا له عملاً تلقائيًا «هو سيدك فاسجدي له»

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net