الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة تُطلق مراحم الله
حِينَئِذٍ مَضَى دَانِيآلُ إِلَى بَيْتِهِ، وَأَعْلَمَ حَنَنْيَا ..وَعَزَرْيَا أَصْحَابَهُ بِالأَمْرِ، لِيَطْلُبُوا الْمَرَاحِمَ مِنْ قِبَلِ إِلَهِ السَّمَاوَاتِ ( دا 2: 17 ، 18)
أزعج الله نبوخذنصَّر بحلم مُقلق، فدعا حكماءه قائلاً: «إن لم تُنبئوني بالحُلم وبتعبيره تُصيَّرون إربًا إربًا وتُجعل بيوتكم مزبَلة» ( دا 2: 5 ). وسمع دانيال ذلك من أَرْيُوخ، المسؤول من الملك، لتنفيذ القتل.

ماذا تفعل في لحظة شخصية حَرجة للغاية كهذه؟ إن المطلَب غير منطقي، والإجراءات ظالمة، والنتائج المترتبة على ذلك مخيفة أيضًا. لكن دانِيال أَجابَ: «بحكمةٍ وعقل لأريوخ»، وطلب من الملك فسحة من الوقت «وأَعلمَ حَننيا ميشائيل وعزَريا أصحابه بالأمر، ليطلبوا المراحم من قِبَل إله السماوات من جهة هذا السر، لكي لا يهلك دانيال وأصحابه مع سائر حكماء بابل» ( دا 2: 14 -18).

هل كان الله يُتابع ويدرك أزمة هؤلاء الشباب الأتقياء؟ وهل كان بإمكانه أن يُجنِّبهم إياها؟ بالطبع نعم! ولكن الله بالحقيقة هو خلف المشهد. لقد أعطى نبوخذنصَّر الحلم، وهذه هي الطريقة التي يجعل بها الشباب الأتقياء أكثر قُربًا منه، ومن بعضهم البعض، وليمسكوا بمفاتيح مراكز الإمبراطورية. وكان رد فعل دانِيال أن يدعو إلى اجتماع صلاة ”ليطلبوا المراحم ـ لا من الملك، بل ـ من قِبَل إله السماوات“. ولقد نُجيت نفوسهم، واعترف الملك بأن إلههم «إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار» (ع47). وعَظَّمَ الملكُ دانِيال والثلاثة فتية، وسَلَّطَهُم على كل ولاية بابل، ليحملوا مسؤوليات جسيمة بها (ع48، 49).

وعندما كان دانِيال مشغولاً ومدركًا للحالة الروحية لأُمة إسرائيل، ماذا فعل؟ «وجَّهت وجهي إلى الله السيد طالبًا بالصلاة والتضرعات، بالصوم والمَسْح والرماد، وصلَّيت إلى الرب إلهي» ( دا 9: 3 ، 4). وكان تجاوب دانِيال للأزمة التي تواجهها الأُمة، تمامًا مثل الأزمة التي كان يواجهها شخصيًا، وهي الصلاة وطلب مراحم الله «أمِل أُذنك يا إلهي، واسمع. افتح عينيك وانظر ... لأنه لا لأجل برِّنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك، بل لأجل مراحمك العظيمة» ( دا 9: 18 ).

عزيزي: إن الله لم يَزَل هو «القادر أن يفعل فوق كل شيء، أكثر جدا مما نطلب أو نفتكر، بحسب القوة التي تعمل فينا» ( أف 3: 20 ). أَ تواجه موقفًا صعبًا؟ هل يقف أمامك شخص بلا مَنطِق؟ هل تواجه تحديًا ظالمًا وسافرًا؟ وهل النتائج المترتبة على ذلك مُخيفة؟ اسأل إخوتك المؤمنين ليشاركوك الصلاة. فالصلاة تُطلق مراحم الله الغنية.

فيليب نان
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net