الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 ديسمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصليب ونتائجه
وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ ..، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ ( غل 6: 14 )
إنه لأمر بالغ الأهمية أن نأخذ مكاننا عند صليب الرب يسوع المسيح، إذ هناك نتعلَّم أمورًا كثيرة. هناك نراه مُعلَّقًا كحامل الخطايا، كمَنْ مات لأجل خطايانا وحملها في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 )، هناك أيضًا جُعِل خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه ( 2كو 5: 21 )، هناك تمَّت تسوية المسألة الكبرى المتعلقة بخطايانا وبطبيعتنا الخاطئة (الخطية الساكنة فينا)، لأنه بذبيحة المسيح عن الخطية دان الله الخطية في الجسد ( رو 8: 3 ). لقد أُدينت طبيعتنا الجسدية الخاطئة في موت المسيح، ولقيت نهايتها هناك. لقد صُلب إنساننا العتيق معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضًا للخطية ( رو 6: 6 ). وهكذا فبالصليب قد تحررنا من خطايانا وكذلك من قوة الخطية الساكنة فينا، والآن إذ أُطلقنا أحرارًا من ناموس الخطية والموت فإننا لا نسلك حسب الجسد بل حسب الروح. وهذا يعني أن الصليب هو الذي يُحدِّد إلى حد كبير وضْعنا كمسيحيين.

هل أخذت مكانك عند صليب المسيح؟ هل تحققت أن ذاتك العتيقة قد صُلبت معه؟ بل ما زالت هناك دروسًا أخرى لنتعلَّمها؛ فإذ نقف بجانب الصليب نتعلَّم أيضًا أننا قد تحررنا من الناموس. لقد مُتنا للناموس وصرنا لآخر، له هو الذي أُقيم من الأموات ( رو 7: 4 -6). وهذا بالطبع لا يعني أن المسيحي هو شخص بلا ناموس، بل هو تحت ناموس المسيح، ويُتمم ناموس المسيح ( 1كو 9: 21 1يو 3: 16 ). فقانون حياتنا هو «المسيح»، والروح القدس يُعيننا لنحقق المقياس الأسمى. لقد كان ناموس موسى يطلب من الإسرائيليين أن يحبوا أقاربهم كأنفسهم، أما ناموس المسيح ـ ناموس المحبة ـ فيطلب منا أن نتبع خطواته، بل حتى أن نضع نفوسنا من أجل الإخوة (1يو3: 16).

وعندما نقرأ رسالة غلاطية نجد أن الصليب قد أحدث تغييرًا جوهريًا في علاقتنا بالناموس وبطبيعتنا الجسدية الخاطئة، وبالعالم. لقد مُتنا للناموس وللخطية وللعالم ( غل 2: : 19، 20؛ 6: 14). هذه الدروس المهمة نتعلَّمها جميعًا عندما نأخذ مكاننا بالإيمان الحقيقي تحت صليب المسيح، فبالصليب قد صُلب العالم لي وأنا للعالم، وبالصليب قد دين العالم والقوى التي تحكمه تمامًا ( يو 12: 31 كو 1: 20 ؛ كو1: 20، 22). كما أن الصليب قد وضَع أساس المُصالحة، ليس فقط للمفديين، ولكن أيضًا لكل ما على الأرض وما في السماوات (كو1: 20، 22).

هوجو باوتر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net