الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 نوفمبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
منبع الفرح الدائم
كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ.‏ ( 2كو 6: 10 )
إن الإيمان بالمسيح ينشئ حياة مُفرحة مهما كانت الظروف، فإذا قِسنا حياة الرسول بولس بمقياس الناس الذين يقيسون به النجاح في العالم، لا بد وأن نرى هذه الحياة فاشلة. نحن نعلم ما الذي تركه الرسول، ونعلم أيضًا ما الذي يُرى في الظاهر أنه قد حصل عليه بواسطة مسيحيته هذه. يتكلم هو بنفسه عن المظاهر الخارجية لحياته إذ يقول: «نجوع ونعطش ونُعرَّى ونُلكَم وليس لنا إقامة، ونتعب ... نُشتم .. نُضطهد .. يُفترى علينا .. صرنا كأقذار العالم ووسَخ كل شيء» ( 1كو 4: 11 - 13). هذا هو أحد وجهي حياته، ولكن هل كان هذا كل شيء؟ كلا. كان لهذا البطل في داخله ما جعله ينتصر على التجارب. ولم يكن فيه ما هو أعجب من شجاعته وطول أناته في احتمال المشقات، وفرحه المستمر في كل الظروف؛ تلك المزايا النادرة التي حملته منتصرًا فوق الأمواج العالية التي كانت تصطدم به في البحر الذي عُيِّنَ له أن يخوض عبابه. إن وُجد إنسان سطعت في قلبه أبهى الأنوار بينما كان مُحاطًا بظروف ظلامها يُلمَس، فبولس الذي كان حضور جسده ضعيف وكلامه حقيرًا ( 2كو 10: 10 )، هذا هو الإنسان في ذاته. ولكن ما الذي جعله يعتلي ناصية الظروف مرتفعًا فوقها، متمكنًا من المحافظة على النور الساطع في قلبه، بينما الغيوم القاتمة كانت تتلبد فوقه؟ ما الذي جعل هذا العصفور يغني في قفص ظلامه الدامس؟ شيء واحد فقط هو الذي يجعله يعمل هذا، شعوره القلبي بدوام مرافقة المسيح له، المسيح الذي غيَّر حياته وأخذ بعد ذلك يملأها بالخير والسرور.

هذا هو سر البركة. هذا هو منبع الفرح الدائم. أمسك بالمسيح، توِّج إرادته فوق عرش قلبك، وسلِّم مقاليد حياتك ليده القادرة، وعندئذٍ لا يمكن لأي شيء مهما بلغت خطورته أن يحرمك السلام والفرح.

قد تقابل بعض الآلام، قد تضطر إلى التخلي عن أشياء ربما تكون عزيزة لديك، قد تظهر حياتك للناس الذين طمس بريق حطام الدنيا بصائرهم الداخلية كأنها حياة الحزن والمذلة، ولكن مع هذا كله فإنك تتمتع بالسلام القلبي الذي لا يعرفه العالم والذي لا يمكن لأي شخص تحت الشمس مهما سَمَت قيمته أن يأتي بنظيره. فهل تلقي بنفسك بين يدي الرب الحبيب كما يلقي الطفل بنفسه بين يدي أمه الحنون؟ ما أسعدك إن استطعت أن تعمل ذلك!

ج.ر ميلر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net