الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يعقوب ويهوذا بين آنية الوحي!
يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يُهْدِي السَّلاَمَ.. ( يع 1: 1 ).يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ.. ( يه 1: 1 )
يعقوب ويهوذا هم أقرباء للرب بالجسد، ويُقال عنهم إخوته. وإن كان المسيح تألم من رفض العالم له ( يو 1: 10 )، وعدم قبول خاصته له ( يو 1: 11 )، لكن آلامه كانت أشد بصَدَد أقربائه حسب الجسد بسبب عدم إيمانهم به، فإنهم لم يصدِّقوا أن الذي تربى معهم كواحد منهم، هو أعظم منهم بما لا يُقاس، ولذلك نظروا إلى شُهرته بعين الحَسَد والحقد، وأَبدوا له الإساءة والاحتقار، حتى إن المسيح قال: «ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه، وبين أقربائه، وفي بيته» ( مر 6: 4 ).

لا بل لقد تمادوا في إساءتهم لأبعد الحدود عندما وصفوه بأنه «مُختلٌّ!» ( مر 3: 20 ، 21). فاعتبروا انهماكه في الخدمة، وكثرة جولاته لأجل النفوس، حتى إنه كان يضحي براحته الشخصية أو بطعامه، اعتبروا ذلك ضربًا من الجنون. واستمر إخوته في رفضهم له، وإساءتهم إليه، كل مدة خدمته، واستمر عدم إيمانهم به حتى وقت موته، فلا نجد واحدًا منهم عند الصليب!

لكن يا تُرى كيف كانت مشاعر المسيح تجاههم؟ وكيف قابل المسيح إساءة إخوته وعدم إيمانهم به؟

إن كنا رأينا بولس يَكِن كل الحب والإعزاز لأقربائه وأنسبائه حسب الجسد، حتى ودّ أن يكون هو محرومًا من المسيح لأجلهم ( رو 9: 3 )، فهل يمكن أن يكون المسيح أقل من ذلك؟ كلا بكل تأكيد. فهو كان يحبهم، وعلى الرغم من أنهم عاملوه كالغريب والأجنبي «صرت غريبًا عند إخوتي، وأجنبيًا عند بني أُمي» ( مز 69: 8 )، إلا أنهم بلا شك كانوا موضوع صلاته. بالتأكيد صلى لأجلهم كثيرًا طالبًا بركتهم وخلاص نفوسهم.

وبعد أن صعد المسيح، يدهشنا أن نقرأ في أعمال1: 14 أن من بين المُصلّين كان «مريم أُم يسوع مع إخوته». فما سبب ذلك؟ وكيف حدث التغيير؟ هذا يتضح من 1كورنثوس15: 7 حيث ظهر المسيح بعد قيامته خصيصًا ليعقوب أخي الرب، وبالتأكيد كان لهذا الظهور الأثر البالغ في يعقوب، الذي نقل بدوره هذا الظهور لسائر أقربائه، مما كان له دور كبير في أن تصل النعمة أيضًا إلى يهوذا أخيه. لذا نجد النعمة المتفاضلة تتجه إلى كل من يعقوب ويهوذا، وإن كان كل منهما أساء إلى المسيح بكيفية أو بأخرى في أيام جسده، لكن بعد أن وصلت إليهما نعمة الله المتفاضلة صارا من بين آنية الوحي. فيا لغنى النعمة!!

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net