الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاح الله
اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذَلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ .. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌِ ( مز 25: 8 - 11)
قلب الإنسان الطبيعي يعكس الأوضاع دائمًا. فهو يميل إلى وضع استقامة الله قبل صلاحه لأنه يظن أنه إذا كان الشخص طيبًا، وعمل ما يجب عليه عمله، فإن الله يكون صالحًا له. ويظن أنه إذا كانت خطاياه قليلة وصغيرة، فإن الله يكون صالحًا من جهته ويغفرها له. ولكننا نجد الوحي هنا يضع صلاح الله أولاً «الرب صالحٌ ومستقيم»، وأنه بالنسبة لصلاحه يُعلِّم الخطاة ـ وليس الصالحين ـ الطريق. ثم في الصلاة الموحى بها يقول: «من أجل اسمك يا رب اغفر إثمي» ـ لا لأنه قليل وصغير ـ بل «لأنه عظيمٌ». «يا رب اغفر إثمي» لا لأني قد عملت جهدي، بل «من أجل اسمك»، فهو لا يحاول التقليل من شأن إثمه. ولأن الله صالح، يبدأ معنا كما نحن، ولأنه مستقيم، يبدأ بحالتنا كما هي ولا يقلل من رداءتها لأن التقليل ليس من الاستقامة. فالله يغفر للخاطئ، لا لأنه يستحق، بل لأن الله صالح. لقد تناول في صلاحه موضوع خطايانا قبل أن نشعر نحن بحاجتنا إلى الغفران. لقد بذل ابنه الوحيد لتطهير خطايانا بواسطة ذبيحته على الصليب.

الإنسان يحاول أن يُخفي خطاياه، وأن يُظهر محاسنه. لا يريد أن أحدًا يكلِّمه عن خطاياه ولا يريد أن يعترف بها، ولكن الله مستعد أن يتلاقى مع الخاطئ حيث هو في كل احتياجات قلبه، وفي كل رداءة حالته. لقد عمل الله ترتيبات عظيمة لكي يُخلّصه من خطاياه ولكي يجتذب قلبه إليه. لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجله حتى يستطيع أن يغفر للخاطئ آثامه مهما كانت عظيمة.

وعوضًا عن تعيير الخاطئ بخطاياه، يُظْهِر له الله أنه قد رآها كلها وأنه يعرف كل شيء عنها ومع ذلك فقد أعدّ، في صلاحه، فِدية يستطيع على أساسها أن يغفرها له، ويعامله بالنعمة من أجل اسمه، ومن أجل صلاحه. إن الله يريد أن الخاطئ يعرف كم هو صالح حتى يكتسب ثقته الكاملة ويربح قلبه. فعندما يأتي الخاطئ شاعرًا بثقل خطاياه، يخرج الله لمُلاقاته ويُريه أنه قد وضع كل خطاياه على المسيح، وأنه قد انشغل بأمر خطاياه منذ القديم، وقد أبعدها بواسطة ذبيحة ابنه، وبذلك يستطيع الخاطئ أن يشعر بالراحة في حضرة الله.

فهل يا قومُ من حُبٍّ نظيرُ ذلك الحبِّ
برغم الشرِ والبُعدِ لأجلي ماتَ بالصلبِ

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net