الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكرامة والرِفعة
لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ ..وَالْجَلاَلُ .. وَالْمَجْدُ ..وَالْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ ..بيَدِكَ تَعْظِيمُ وَتَشْدِيدُ الْجَمِيعِ ( 1أخ 29: 11 ، 12)
هناك طريقان في هذا العالم للكرامة والرِفعة: الأول يُقدمه العالم لمَن تنطبق عليه مواصفاته ومؤهلاته. والثاني يمنحه الله لأولئك الذين يحبونه.

الأول ليس مجانًا، بل إن مقابله عظيم الكُلفة غالبًا. أما الثاني فهو عطية سماوية، وهو يقينًا الأغلى، ولكن هناك مَن دفع الثمن كاملاً.

الأول غير مضمون العواقب، أما الثاني فهو مؤكد النتائج. الأول مؤقت، ليس فقط بعمر الإنسان على الأرض، بل ـ وفي كثير من الأحيان ـ بفترة صغيرة جدًا في حياة ذلك الإنسان. أما الثاني فهو ثابت وأبدي.

طريق الكرامة والرِفعة الأول والذي يقدمه العالم ”بمقابل كبير“ لبعض الذين يسيرون على نهجه، هو طريق المال أو الجمال، الصيت والشهرة، العلاقات الواسعة، والدبلوماسية اللطيفة، القوة والسلطة ... إلخ، مما يجلّ عن الحصر. وهي كلها ـ كما نعرف ـ ليست مجانية، وليست مؤكدة أو دائمة، إذ هي مؤقتة! فكم من أُناس رفعهم العالم وأسبغ عليهم كرامة تفوق حد إمكانياتهم الطبيعية أو حتى المُكتسبة، وسرعان ـ سرعان جدًا ـ ما هوى بهم العالم إلى أسفل درك من الحضيض، أحيانًا نتيجة أخطائهم هم، وكثيرًا بسبب تغير نظرة العالم إليهم حسب أهواء البعض وأمزجة الناس المتقلبة دائمًا!

أما الطريق الثاني للرِفعة الحقيقية والكرامة السماوية فهو ما يمنحه الرب لأولئك الذين اعترفوا بخطاياهم، وتابوا عن شرورهم، ورجعوا عن طُرقهم، وقبلوا بالإيمان يسوع المسيح ربًا ومخلِّصًا لحياتهم.

أولئك صاروا ”أولاد الله“، ”جسد المسيح“، من لحمه ومن عظامه، إخوة كثيرين والبكر هو المسيح، أبناء وورثة الله، ووارثون مع المسيح!

وكلما تعمَّق المؤمن المسيحي في علاقته بالله، كلما ازدان بزينة الكرامة السماوية، والرِفعة الإلهية في أعين الجميع، كما كان حال إبراهيم أمام بني حث، ودانيال أمام الإمبراطوريات المتعاقبة، وبولس أمام الولاة، ومثلما يكون حال الكاتب والقارئ ـ أتمنى ـ عندما يعيش بالتقوى، ويحيا في مخافة الرب.

عزيزي: أي طريق تختار؟ ليتك تكون حكيمًا فتحسن الاختيار، فتحيا في الارتفاع والرقي الحقيقي على الدوام.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net