الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حرارة محبة المسيح
عِنْدِي عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى ( رؤ 2: 4 )
يا لخسارة الأسابيع والشهور والسنين، في اختبارنا المسيحي، التي نصرفها بدون التمتع الكامل بمحبته. ولكن هل هذا يغيِّر محبته؟ هل عدم أمانتنا وضلالنا وفشلنا وتأخرنا في المسير وراءه قد أثَّر في محبته؟ كلا. إنه السيد المُحب كما هو، نفس المسيح المُحب الذي حملنا واحتضننا، وعلى الدوام مقدِّس ذاته لأجلنا. بمجرد أن نتحوَّل إلى شخصه بقلوب منكسرة، معترفين بخطايانا، نجده ما زال هو الرب المُحب. وكم يحبنا بمحبته الفائقة المعرفة! ما أعظم الكنوز التي تحويها المحبة، إنها لا تنفذ! إنها على الدوام تفيض بملئها نحو خاصته.

وكم يحزن قلبه عندما يرانا فاترين، لا حارين ولا باردين! كم يحزنه أن يرانا متمتعين بالقليل جدًا من محبته بكيفية لا نسمح معها للمحبة أن تخدمنا، أو نعطي فرصة لظهور محبته العظيمة نحونا! يا للأسف! نحن أحيانًا نفقد الثقة في محبته، فعندما يُصيبنا الألم والخسارة، عندما تحل الشدة مكان النجاح في حياتنا، نشك في هذه المحبة. إن المخاوف والقلق ليست سوى اتهام لتلك المحبة الفائقة المعرفة. إن محبته لا تسقط أبدًا، لا بد أن توصلنا بأمان إليه في البيت السماوي. لتزأر قوى العدو، ولتأتِ التجارب والمتاعب، فإن محبته ستحفظنا. إن محبته هي نصيبنا الأبدي «مَن سيفصِلنا عن محبة المسيح؟» ( رو 8: 35 ).

وقريبًا جدًا سيأخذنا إلى نفسه. إن الكنيسة التي أحبها؛ الكنيسة التي أسلم نفسه لأجلها، الكنيسة التي قدَّسها مُطهِّرًا إياها بِغَسْلِ الماء بالكلمة، هذه الكنيسة سيُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ( أف 5: 24 -27). وقد أظهر وهو هنا على الأرض أن الكنيسة هي غرض محبته، لأنه صلى قائلاً: «وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني» ( يو 17: 22 ).

إنها محبته التي ستجعلنا شركاءه في مجده وميراثه. ما أعظم ما ستعمله المحبة عندئذٍ! كيف أننا سنشرب من منهَل محبته بكيفية أعمق مما استطعنا أن نشربه هنا. فما أعظم المحبة التي سنعرفها أكثر في كل الأبدية! ما أطول وأعرض وأعلى وأعمق مقاييسها! إنها لا يمكن ولن يمكن أن تُحَدّ.

أيها المؤمن: ألا يُلهب هذا قلبك المسكين الفاتر؟ هل حرارة محبة المسيح تنعش نفسك؟ شكرًا لله على ذلك. إنها تُجري ذلك دائمًا متى تأملنا فيها بالروح القدس الساكن فينا.

أندرو إيدن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net