الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 أكتوبر 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرسي المسيح
هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ ( رؤ 22: 12 )
لمَّا انتهت أيام رفض داود، وفي تمجيده ومُلكه، جيء بالرجال الذين خدموه، غير حاسبين أنفسهم ثمينة لديهم من أجل خاطر سيدهم، وكوفئوا من أجل خدمتهم له.

وبالنسبة لنا، فالركض والجهاد حاليًا، أما النتيجة فستُعلَن مستقبلاً. فعلى المجاهد أن لا ينشغل بشيء غير الجهاد الموضوع أمامه. عليه أن لا ينشغل حتى بالنتيجة لأن الأفضل له أن يتركها بين يدي الرب الذي سيُعلنها في حينها.

سوف يجتمع المؤمنون الذين خدموا المسيح أمام كرسي المسيح هناك بأجسادهم الممجدة في مجد سني وسيصادقون على حكم الرب على أعمالهم بالقول «آمين»، ثم ينتقلون إلى مشاهد أخرى من المجد البهي معظمين النعمة التي حملَتهم وعضَّدتهم في خدمتهم الأرضية.

نحن نعلم أنه لا توجد دينونة للمؤمنين، لكن لا بد أن تكون وقفة أمام كرسي المسيح ”تصفية حسابات“ ـ هناك ستُفحص أعمالنا في صفتها الحقيقية وكل ما كان من الله وبنعمته سيُكافأ. ولعل الكثير من أعمالنا سوف لا يحتمل نار الامتحان في ذلك اليوم «فعمل كل واحد سيصير ظاهرًا لأن اليوم سيبيِّنه. لأنه بنار يستُعلن، وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو» ( 1كو 3: 13 ). فكثير مما يحسبه الإنسان ذهبًا سيظهر أنه «خشب وعُشب وقش» لأن هناك أمورًا كثيرة يحسبها الإنسان لمجد الله بينما الباعث عليها هو الذات. كما سيمر «الذهب والفضة والحجارة الكريمة» في نار الاختبار وستكون لمدح وكرامة الفاعل. كما أن كثيرين سيخسرون الجعالة ويفهمون أن تعليق الناس على أعمالهم وإطنابهم في مدحها، ذهَب هباء وليس له قيمة، وصاحبها سيخلُص ولكن كما بنار، لأن النعمة لا بد أن تنتصر حتى في المجد كما انتصرت هنا على الأرض.

لننظر مثلاً إلى الرسول بولس الذي استطاع أن يقول: «جاهدت الجهاد الحسَن، أكملت السعي، حفظت الإيمان وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر» ( 2تي 4: 7 ، 8). لقد رأى في نهاية حياته الإكليل موضوعًا له (في مكان آمن) إلى أن يأتي يوم التتويج الذي فيه يأخذه من يد سيده المثقوبة مع جميع القديسين الذي أكملوا السير وخدموا بأمانة على الأرض، ويسمع من شفتيه المباركتين القول: «نعما».

يا ليتنا ننتبه أيها الأحباء إلى هذه الحقيقة ـ حقيقة وقوفنا أمام كرسي المسيح، ونحكم على ذواتنا وطرقنا حتى لا نخجل منه في مجيئه.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net