الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 يناير 2012 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُرسَلٌ مِن اللـه
كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللَّهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا. هَذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ ( يو 1: 6 )
إن للرب قصدًا في حياة كل مؤمن. إذ هو موجود في هذا العالم في إرسالية خاصة. نعم. إنك لم تولد بطريق الصدفة أيها الأخ العزيز، فعليك إذًا أن تعرف إرساليتك جيدًا. قد تقول إن الذين جاءوا إلى هذا العالم وكانت لكل منهم إرسالية خاصة هم أفراد قلائل مثل موسى ويوحنا المعمدان وبولس وغيرهم، أما أنا فلست كذلك، فلم يحدث أن رأيت الرب، ولم أسمع صوته يناديني ولو مرة واحدة. ولم يظهر لي إعلان سماوي واضح يُحدِّد لي مهمتي أو إرساليتي كما حصل مع هؤلاء. ولكن مع هذا فأنت من غير شك مُرْسَلٌ من الله لمهمة خاصة، كما كان موسى ويوحنا وبولس وغيرهم تمامًا. ومن الضروري لك جدًا أن تعلم إرساليتك، وإذا كنت لم تستطع أن تعرف بعد لماذا أرسلك الرب إلى هذا العالم، فإنك في حاجة قصوى أن تصلي وأن تتذلل أمام الرب قائلاً: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟». وحينئذ يكشف لك الرب مهمتك، ويعلن لك إرساليتك.

والواقع أنك كمؤمن حقيقي لم تقبل الإيمان إلا بعد أن أضاء لك الرب طريق الخلاص بدمه وأنار قلبك بروحه القدوس فوُلِدت الولادة الثانية، فأنت إذًا تحمل في نفسك نورًا مصدره الرب يسوع، وتستطيع أن تعكس هذا النور على الآخرين فيرون فيك ما يجذبهم إلى مصدره الحقيقي، وهكذا تكون واسطة لتُخبر الناس بكم صنع الرب بك ورحمك. فإرسالية كل مسيحي في هذا العالم هي ليشهد للنور كما كان يوحنا.

إنك تستطيع أن تُخبر الآخرين عن اختبارك في الرب. إن أي إنسان مريض يذهب إلى طبيب، وبعد أن يُشفى تمامًا من مرضه لا يَفتُر أن يتحدث عن هذا الطبيب أمام أصدقائه وأترابه. فكم بالحري أنت يا مَنْ نجوت من الهلاك الأبدي وصرت من أولاد الله الوارثين مع المسيح!

إن أقل ما يجب أن تفعله هو أن تحدِّث الآخرين عن الرب، وتأتي بالخطاة إليه ليمنحهم غفرانًا وخلاصًا، وحينئذ تكون قد حقَّقت قصد الله فيك، وتكون قد قمت بمهام إرساليتك التي أرسلك الرب لأجلها. إن هذا هو واجب كل مؤمن، وقد يكون للرب فوق هذا قصد آخر في حياتك فصلِّ للرب في تواضع وانكسار ليُعلنه لك.

فاحيا له ليلَ نـهـارْ كُنْ صادقًا ونفوعْ
قُدْ غيرَك نحو المنارْ دعْ غيـرك يرى يسوعْ

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net