الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 سبتمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما أكرم رحمتك يا الله!
ما أكرم رحمتك يا الله! فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون. ( مز 36: 7 )
تعامل داود مع عينات مختلفة ومتنوعة من أُناس أشرار، منهم الصديق الذي خانه، ومنهم الصاحب الذي تنكَّر له. منهم الرجل الذي أنعم من الزبدة فمه، وقلبه قِتال ( مز 55: 21 ). أُناس من شعبه سعوا وراءه بسيوف مسلولة. أُناس من أهل بيته سخروا منه، وأبناء خرجوا من أحشائه تنكَّروا له. أضف إلى هذا كل ما اجتازت فيه نفسه من مرار وعلقم بسبب سقطته الشنيعة، ورغم أن الرب غفر خطيته، إلا أن السيف لم يفارق بيته. لكن برغم كل ذلك، وإلى أن صار شيخًا، لم يتقسَ قلبه ولم يتطرق إليه الصدأ، لأنه ظل يشرب وينهل ويرتوي من ينبوع رحمة الله وإحساناته التي لا تفنى. تعلق بثبات بمراحم الله ولم يرخها أبدًا. لذا لا غرابة أن شهد الله عن عبده بالقول: «وجدت داود بن يسى رجلاً حسب قلبي، الذي سيصنع كل مشيئتي» ( أع 13: 22 ) .. أجنحة من رحمة الله تغطى به داود، وفي كل حين. تعالوا معًا لنستمع إليه يقول:

عن الحاضر: «رحمة الله هي كل يوم!» ( مز 52: 1 ).

عن الماضي: «أرسل من العُلى فأخذني. نشلني من مياه كثيرة. أنقذني من عدوي القوي، ومن مُبغضيَّ لأنهم أقوى مني» ( مز 18: 16 ، 17).

عن المستقبل: «لأنه يخبئني (الفعل في اللغة العبرية يعني المستقبل) في مظلته في يوم الشر، يسترني بستر خيمته. على صخرة يرفعني» ( مز 27: 5 ).

عن الأبدية: «إنما خيرٌ ورحمةٌ يتبعانني كل أيام حياتي، وأسكن في بيت الرب إلى مدى الأيام» ( مز 23: 6 ).

ثقة داود ثابتة، وإيمانه راسخ، بأن الله سيتغمده ويتولاه بالخير والرحمة كل أيام حياته. ولا غرو، فإيمانه وهو بعد فتى، كان عظيمًا، إذ نراه يقف أمام شاول الملك ويقول: «قتل عبدك الأسد والدُب جميعًا. وهذا الفلسطيني الأغلف يكون كواحد منهما، لأنه قد عيَّر صفوف الله الحي» ( 1صم 17: 36 ). ولم يكن داود من هذا الصنف الذي يُؤمّن نفسه على ما هو مادي وحسي، بل على الله ( 1صم 17: 39 ). ليتنا جميعًا نكون كذلك، وليت يكون لنا هذا الإيمان العظيم في الله، ومن سن مبكرة ..!

جيمس إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net