الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 12 يوليو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان القليل
ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟ ( مت 8: 26 )سُرُّوا أيها الرجال، لأني أُومن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لي ( أع 27: 25 )
قارن تخاذل وخوف الاثنى عشر أمام تلك العاصفة الجليلية القصيرة بهدوء بولس أثناء العاصفة المُخيفة في البحر المتوسط وقد استمرت أسبوعين (أع27). لم يكن بولس «قليل الإيمان» بل قال: «إني أؤمن بالله» ( أع 27: 25 )، واستطاع أن يبث الثقة الراسخة التي كانت عنده، في أولئك الذين كانوا معه على سطح السفينة المحطمة، وكانوا حوالي ثلاثمائة نفس.

والحق إن الله أعطانا روحه القدوس ليسكن في داخلنا، وفيه لنا قوة أعظم من أية قوة قد نتعرض لها، جسدية كانت أو روحية، وكما كان إسرائيل يقاتل عماليق في وادي رفيديم، وموسى على التل يشفع للنصر، هكذا أيضًا لنا شفيع كهنوتي عظيم في الأعالي في يده أمرنا، حتى إن الترنيمة الدائمة في أفواهنا هي: «شكرًا لله الذي يعطينا الغلَبَة بربنا يسوع المسيح» ( 1كو 15: 57 )، وأولئك الذين لهم الثقة في غلبة الله لا يخافون الهزيمة قط. ولكن الإيمان الذي يفشل في التمسك بموارد الله العظيمة التي أعدَّها لحفظنا وسلامتنا، إنما هو عُرضة لأن يُكتسح في أية لحظة ويهوي إلى قرارة اليأس، فتنطلق حينئذٍ الصرخة: «يا معلم، يا معلم، إننا نهلك!» ( لو 8: 24 ).

إن أولاد الله في الأزمة الحاضرة التي بين أمم العالم يُحزنون يسيرًا بتجارب متنوعة، لكي تكون تزكية إيمانهم ... توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح ( 1بط 1: 6 ، 7). أما ضعفاء الإيمان فهم الذين يسقطون في الامتحان، إذ يغزو الخوف قلوبهم وفي إثره الشك والجُبن. والرب عرف هذا الضعف في تلاميذه، لذلك قُبيل انطلاقه قال لهم: «لا تضطرب قلوبكم» ( يو 14: 27 ). لأنه إذا كان قد استولى عليهم الرُعب المزعج وقت العاصفة والرب معهم، فماذا كانت حالتهم يا تُرى عندما ارتفع عنهم إلى الأعالي؟ قال الرب إن في العالم ضيقًا للمؤمنين، ولكن لهم أن يثقوا لأن الرب نفسه قد غلب العالم وفيه للمؤمنين سلام ( يو 16: 33 ؛ 1يو5: 4). بعد هذه الكلمات مباشرة أحرز الرب نُصرة الصليب وأُبيدت قوة الشيطان الذي ينفث سموم ”الخوف من الموت“ إلى القلوب الضعيفة المرتعبة، فأصبح ممكنًا لرجال الإيمان أن يتغنوا الآن بالقول:

ما دمتَ تحفظ الحياةْ لا نرهَبُ الهلاكْ
في الضيقِ أو حينَ النجاةْ نكونُ في حِماكْ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net