الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء ... أيضًا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي ( مز 23: 1 -4)
تأملنا في الأسبوع الماضي في كون المؤمن يستطيع بثقة أن يصرِّح بالقول «الرب راعيَّ فلا يُعوزني شيء»، ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول:
(4) لا تعوزني هداية أو إرشاد لأنه «يهديني إلى سُبُل البر من أجل اسمهِ». يذهب الراعي متقدمًا غنمه في الطرق المستقيمة، إذ توجد طريق قد تؤدي إلى العَطَب والهلاك كما أن أخرى قد تؤدي إلى البُعد والضلال حيث لا يمكن للغنم هناك أن تهتدي إلى طريق رجوعها؛ ولكن بينما الراعي الصالح يُخرج خرافه الخاصة، فإنه يذهب أمامها، وهي تتبعه لأنها تعرف صوته ( يو 10: 4 ).
(5) لا يعوزني سلام ولا رفقة أحد لأنه «إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا، لأنك أنت معي». توجد بعض الطرق التي تظهر كأنها مستقيمة ولكن نهايتها هلاك مُحقق، ولكن إن سرنا في الطريق وكان له المجد فيه قائدنا ومرشدنا، فإننا ننام ونستريح وقلوبنا واثقة في عنايته الخاصة وقوته الحافظة، ورفيقنا الأمين يسير بنا ومعنا كل الطريق، مانحًا نفوسنا سلامًا يحفظ قلوبنا في تمام الراحة «ذو الرأي الممكَّن تحفظه سالمًا سالمًا، لأنه عليك متوكل» ( إش 26: 3 ).
(6) لا تعوزني تعزية لأن «عصاك وعكازك هما يعزيانني». يحمل الراعي عصاه لإرشاد الغنم، وعكازه للدفاع عنها حتى إذا ما قرب الخطر يرفع الراعي صوته عاليًا، وصوته معروف لهم، مناديًا إياهم للإسراع بالإتيان إليه، ثم يركضون حالاً للاحتماء في شخصه. ويا له من ملجأ أمين ذلك الذي لنا في حبيبنا الرب يسوع الذي فيه تُحفظ نفوسنا من جميع الأخطار والصعاب التي حولنا في أي حال أو على أي حال، ما دمنا واثقين فيه ومتكلين عليه «اسم الرب برجٌ حصين، يركض إليه الصدِّيق ويتمنَّع» ( أم 18: 10 ).
(7) لا يعوزني طعام لأنك «ترتب قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ». كما أن الراعي يبذل جهده لكي يجد لخرافه طعامها ومكانًا آمنًا تأكل فيه بعيدًا عن الحيوانات المفترسة والحشائش السامة المُميتة، الأمور التي هي بلا شك أعداء لهذه الغنيمات الضعيفة، كذلك السيد ـ له المجد ـ يرشدنا بل ويوجدنا حيث تلك المراعي الغنية الآمنة حيث هناك نستطيع أن نتمتع به فتقتات نفوسنا منه كخبز الحياة «مَن يُقبل إليَّ فلا يجوع .... فمَن يأكلني فهو يحيا بي» ( يو 6: 35 ، 57).