الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حياة مريم والشركة مع الله
فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها ( لو 10: 42 )
أولاً: استقبال وتجديد ذهني:

إن حياة الشركة هي حياة استقبال، أكثر منها ثرثرة وإرسال. فقد جلست مريم في لوقا10 تسمع كلامه وتستقبل أفكاره. ووصف الرب هذا بالنصيب الصالح الذي لن يُنزع منها. فنصيبنا هو أن نجلس بانكسار تام أمام الكلمة، وبإحساس مقدس بقُدسيتها وسلطانها وبشغَف القلب أن نتعلم. هكذا جلست مريم تسمع وتستقبل كلامه. ونحن إذ نستقبل مقاييس الكلمة أمامه وتشكِّل هي مقاييسنا وتجدد أذهاننا ومفاهيمنا، تصبح جزء لا يتجزأ من الكيان، نصيبنا الصالح الذي لن يُنزع منا.

ما فينا (ما في قلوبنا) من كلامه نتيجة الجلوس أمامه، هو نصيبنا الصالح.

ثانيًا: التمتع بمعية الرب في ظروفنا:

وأما الخطوة الثانية فهي التمتع بمسير الرب معنا في ظروفنا. انظر الرب يسير مع مريم يوم موت أخيها. من حيث لاقته خارج بيت عنيا يسير معها خطوة بخطوة إلى قبر أخيها. سار الرب مع مريم في صمت تام إلى قبر أخيها، خطوة بخطوة تتمتع بمعيته وحنان قلبه يغمرها بلا كلمة، ولكن صلاحه يظللها.

أحبائي .. إن لم نرَ الرب في ظروفنا وكيف يخدمنا، لا يمكن لنا أن نخدمه خدمة صحيحة في ظروفه (أقصد ظروف القطيع) ولا يمكن أن نسجد له سجودًا فياضًا.

ثالثًا: فيضان القلب:

وبعد أن رأت مريم الرب في ظروفها، نراها في يوحنا12 ليست فقط عند قدميه كعادتها الجميلة، ولكنها في مُنتهى الروعة وعُمق الإحساس بالجَميل ـ كل جسدها مُنحنِ أمامه، مجدها، الذي هو شعرها تمسح به رجليه وقُبلاتها تُبادل يديها وشعرها في احتضان قدميه. وهي كلها كاملة الانحناء تسكب عواطفها، وناردينها قد فاح!

وهكذا كل نفس جلست أمامه واختبرت حنانه في معجزاته، ستنسكب بالكامل لعِرفانه. هكذا خرَّ بطرس يوم صيد السمك الكثير ( لو 5: 8 ). وهكذا سجدت الشونمية يوم إقامة ابنها ( 2مل 4: 37 )، وهكذا سجد المولود أعمى بعد أن أبصر ( يو 9: 38 )، وهكذا سجد كل مَن رأى الله في ظروفه. فدعونا ننطلق الآن لبُعد أعمق في شركتنا مع إلهنا.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net