الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 31 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تخف
لا تخف يا أبرام. أنا تُرسٌ لك. أجرُك كثيرٌ جدًا (أنا أجرك الكثير جدًا) ( تك 15: 1 )
نحن قد نقول لبعضنا البعض ”لا تخف“ أو ”تشجع“ ولكننا في أغلب الأحيان تقصر يدنا عن المساعدة وبقوتنا المحدودة لا نستطيع أن ندفع ضرًا، وإذًا تكون كلماتنا ضئيلة القيمة والفائدة. ولكن ما أبعد الفرق بيننا وبين الذي يتكلم هنا مع أبرام. إن شعور إبراهيم بأن الله هو التُرس له وهو الأجر الكثير جدًا، كفيل بأن يمحو مخاوفه. ولماذا خاف إبراهيم؟ كلنا نعرف القصة، فإن جيوشًا قوية تحت قيادة كدرلعومر خرجت واكتسحت دائرة الأردن وأخذت لوطًا ابن أخي أبرام هو ورجاله. والله أعطى إبراهيم القوة على تحريره هو ومَن معه، وعند رجوعه ميَّزه الله بتلك المقابلة مع ملكي صادق ثم بمقابلة ملك سدوم، ومن أولهما تعلَّم شيئًا عن اسم الله العلي، ومع الثاني أظهر اعتزازه بهذا الاسم عندما رفض أية هدية من ملك سدوم والتمس الغنى من الله العلي وحده.

ثم يأتي المساء ويشمل السكوت كل الدائرة حول الخيمة وداخلها، وتخطر على بال إبراهيم خواطر كثيرة. أَ يأتي كدرلعومر مرةً أخرى للحرب والانتقام؟ أَ يستطيع بموارده المحدودة هذه أن يقابل هذه الجيوش الجارفة القاسية؟ ثم هو قد رفض هدية ملك سدوم، فما هو نصيبه الآن؟ ثم هو قد سلخ من عمره في هذه الأرض معظمه، وأين الوارث لبيته؟ وغير ذلك من الأفكار المتعلقة التي لا نستطيع أن نتصوَّرها كلها، ولكن نستطيع أن نستنتجها من كلمات «لا تخف» و«ترس» و«أجر».

ولكن حينئذٍ يتشجع إبراهيم لأنه يأخذ الوعد بأن الله العلي، مالك السماوات والأرض، هو ترسٌ له، فماذا يصنع به إنسان؟ وإن كان أجره هكذا عظيمًا جدًا، فما هي ثروة ملك سدوم، وماذا تكون؟

وألا تذكرون معي تلك الليالي الليلاء التي أحاطت فيها الكوارث بنا، وتشامخت المصاعب حولنا كأنها جبال لا تعبر، حين اصطكت الركب من الخوف، وكان الهم ثقيلاً جدًا؟ ولكن الله قال لنا «لا تخف»، وهو يريد بذلك أن يحوِّل التفاتنا إليه. أَ ليس هو الإله القدير؟ أَ ليس هو مالك السماوات والأرض؟ اخرج أيها الأخ وتطلع إلى السماوات، ولا تنحصر في دائرة اهتماماتك الضيقة. دَعْ كيانك كله يتعطر بالشعور بأن الله القدير هو إلهك، ودَعْ «لا تخف» الخارجة من فمه تعمل عملها في نفسك.

و.ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net