الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 مايو 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الزارع والحاصد
الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهابًا بالبكاء، حاملاً مبذر الزرع، مجيئًا يجيء بالترنم حاملاً حُزَمه ( مز 126: 5 ، 6)
إن سيدنا المبارك أتى إلى الأرض كالزارع العظيم وكابن الإنسان الذي زرع الزرع الجيد ( مت 13: 37 ). لقد أتى من مجد السماء حاملاً البذار الجيدة، وإذ زرع زرع بالدموع. ومَنْ يستطيع أن يصف الخدمة العجيبة التي خدمها، والطريقة التي زرع بها؟ انظر إليه عند بئر يعقوب! في حر النهار قد قطع المسافة الطويلة المُتعبة، ليزرع الزرع الجيد في قلب المرأة الخاطئة التي كان تاريخها مملوءًا بالإثم والعار.

ولكن الزرع العظيم قد زرعه لما مضى إلى الصليب. رُفض الزارع المبارك الذي أعلن الله للإنسان. إن مَنْ قال «الذي رآني فقد رأى الآب» رفضه الإنسان وعلَّقه على الصليب، حيث أتم العمل الذي لأجله أتى. لقد مات ليجمع حصادًا للمجد «الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير» ( يو 12: 24 ). إنه حبة الحنطة، وجميع مَنْ آمنوا به هم الثمر الثمين لموته على الصليب، وبقوة الروح القدس الموجود على الأرض لهذا الغرض يجمع هذا الثمر. إن مَنْ زرع بالدموع يحصد الآن بالابتهاج. لما مضى إلى الصليب ليقدِّم نفسه كالذبيحة العظمى، رأى زرعه، رأى الكنيسة وكل أعضائها، وإذ أحبها أسلم نفسه لأجلها ( أف 5: 25 ). ما أعظم الفرح الذي يملأ قلبه إذ يُضم، عضو بعد عضو، إلى جسده المبارك، ومصيره أن يكون معه ويشاركه في مجده!

ولكن أكثر من ذلك «مجيئًا يجيءُ بالترنم حاملاً حُزمه». سيأتي الوقت وذلك الزارع الذي زرع بالدموع، باذلاً نفسه لأجلنا، يجيءُ بالترنم حاملاً حُزَمهُ. عندئذٍ سيرى من تعب نفسه ويشبع. وما أعظم ما سنتمتع به نحن ـ ثمر تعبه ـ من مجد!

سنكون عندئذٍ إلى الأبد معه، ناظرين مجده، مشتركين معه في ذلك المجد وذلك الميراث العجيب. ألا تتوق نفوسنا إلى ذلك؟ لا بد وأن هذا الشوق يملأ قلوب قديسي الله الذين يعرفون جيدًا ويحبون ظهوره. ما أكثر القلوب التي تصرخ الآن طالبةً تحقيق ذلك الوعد المعزي! ولكن لنتذكر أنه بينما يتأنى، يكون الوقت وقت زرع لنا. فلنخرج الآن، بالاتكال عليه، ونزرع بدموع المحبة، دموع الصلوات الحارة لأجل النفوس. وما أعظمه امتيازًا!

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net