الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 مارس 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في جثسيماني
ثم جاء ووجدهم نيامًا، فقال لبطرس: يا سمعان، أنت نائمٌ! أمَا قدرت أن تسهر ساعة واحدة؟ ( مر 14: 37 )
أخذ الرب معه بطرس ويعقوب ويوحنا إلى البستان، هؤلاء الثلاثة الذين كانوا على وشك أن يصير لهم مكانًا خاصًا كأعمدة في الكنيسة. لقد سبق أن اختارهم الرب لكي يكونوا شهودًا لمجده على جبل التجلي، والآن يعطيهم الفرصة لكي يشاركوه في أحزانه في البستان. لم يكن لأحد أن يشارك في آلام الترْك من الله فوق الصليب، ولكن من الممكن أن يكون هناك نصيب في الاشتراك لحد ما في التدريبات العميقة التي جاز فيها، له كل المجد، في البستان وهو يتمثَّل الصليب أمامه. كان مزمعًا أن يموت تحت ثقل دينونة الخطية فوق الصليب، ولذلك قال: «نفسي حزينة جدًا حتى الموت!» ( مر 14: 34 ). وإذ حمل في جسده دينونة الخطية، أبطل شوكة الموت، وفقدَ الموت رهبته بالنسبة للمؤمن.

وكما كان المجد على جبل التجلي عظيمًا جدًا، كذلك كانت الأحزان في البستان أعمق من أن تتحملها الطبيعة الإنسانية الضعيفة. لذلك وجد التلاميذ راحتهم في النوم في الحالتين.

وعندما جاء الرب إلى التلاميذ ووجدهم نيامًا، وجّه الرب الحديث بالأخص لبطرس الذي كان قد وثق أكثر من باقي التلاميذ في محبته وإخلاصه للرب، وسأله قائلاً: «يا سمعان، أنتَ نائمٌ! أما قدرت أن تسهر ساعةً واحدةً؟ اسهروا وصلُّوا لئلا تدخلوا في تجربة» (ع37، 38). ولا يمكن أن نستعد لأية تجربة قادمة إلا بالصلاة التي هي الدليل على اعتمادنا الكُلي على الرب، لأن الثقة في الذات تولِّد شعورًا كاذبًا بعدم الخوف من التجارب، وبُناءً عليه لا يكون هناك إحساس حقيقي بالحاجة إلى الصلاة.

ولكن الرب بعطفه الشديد يقرّ صِدق محبتهم له، ويُظهر تفهمه لضعفهم «أما الروح فنشيطٌ، وأما الجسد فضعيفٌ». ثم مضى ثانيةً وصلى ثم رجع ووجد التلاميذ أيضًا نيامًا. لقد ذهبت تحذيرات الرب لهم هباء لأن أعينهم كانت ثقيلة، وعندما رجع إليهم في المرة الثالثة، ما كان للرب إلا أن يقول لهم: «ناموا الآن واستريحوا!»، وبذلك فاتتهم فرصة السهر مع الرب وبرهنوا على ضعفهم، فقال لهم: «يكفي! قد أتت الساعة!». لقد مضى وقت السهر والصلاة، وجاء وقت التجربة، واقترب وصول ذلك الخائن الذي كان مزمعًا أن يسلِّم سيده. واستطاع ذاك الذي قدر وحده على السهر والصلاة، أن يقول الآن في ثقة واتكال كُلي على الله «قوموا لنذهب!».

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net