الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 فبراير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكسل هو منبع المرار
وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم ( 2صم 11: 2 )
داود في سريره إلى وقت المساء؟!! أعتقد أن كثيرين يفعلون ذلك حرفيًا متى تأتَّت لهم الفرصة! فيتم فيهم القول: «البابُ يدورُ على صائرِهِ، والكسلان على فراشهِ» ( أم 26: 14 )، ويا للكسل! ويا لنتائجه المدمرة!! ويكفي أن أحيلك إلى سفر الأمثال لتبحث فيه بنفسك، لترى خسائر هذه الخِصلة المدمرة، فتجد الكسلان يفتقر (روحيًا وزمنيًا)، ويشتهي (النصرة والنجاح و...) وليس له، ويستعطي (يتمنى أن يساعده أحد في تحقيق أحلامه) ولا يُعطَى، وغير ذلك (اقرأ على سبيل المثال أمثال6: 6- 11؛ 13: 4؛ 19: 15؛ 20: 4؛ 21: 5؛ 26: 14- 16). وهنا أذكر قول الحكيم: «عبرتُ بحقل الكسلان.. فإذا هو عَلاهُ كلهُ القريص (الشوك)، وقد غطى العوسج (شجرة شوكية بلا ثمر) وجهه، وجدار حجارته انهدَمَ» ( أم 24: 30 ، 31)، هل رأيت الصورة المُزرية: أشواك وانهدام ولا ثمر؟ وهل هناك تعبير عن الخطايا التي تحوط الحياة فتدمرها أبلغ من ذلك؟!

انفض غبار الكسل يا صديقي، فنموك الروحي يحتاج إلى اجتهاد وعمل، وتذكَّر أن «العامل بيدٍ رخوة يفتقر، أما يد المجتهدين فتُغني» ( أم 10: 4 )، وما في قلب الله من ناحيتك هو الغنى الروحي.

ويا ليت داود فعل شيئًا حسنًا بعد أن استيقظ في المساء. ليتك رنمت إحدى ترنيماتك الحلوة يا داود، أو اجتهدت أن تتمم شهوتك المعروفة بالوجود في محضر الله، أو صلَّيت من أجل شعبك المحارب، أو قمت لتهتم بأمر من أمور مملكتك، أو لتفتقد واحدة من غنيماتك! لكنه قام يتمشى على السطح! يا للفراغ القاتل! ويا للاستغلال الخاطئ للوقت! وبالطبع نحن في خطر عندما نُسيء استخدام ما يسمونه ”أوقات الفراغ“. بل نحن لسنا بمأمن عندما يكون عندنا من الأصل ما يُسمَّى أوقات فراغ. فكم هي قصيرة الحياة! أقصر مما نعتقد! بخار يضمحل، قصة تنطوي، تُقرَض سريعًا فنطير ( يع 4: 14 ؛ مز90: 9، 10). لِذا وجب أن نُحسن استغلال كل لحظة فيها.

صديقي: استَفِد بوقتك بطريقة سليمة، لأنك إن لم تفعل، فالبديل هو الوقوع في الخطأ. لتكن كل لحظة من وقتك بنَّاءة لك، روحيًا ونفسيًا وعمليًا واجتماعيًا. استثمر الوقت في أن تعرف الرب أكثر، وتخدمه أكثر. في أن تساعد الناس وتبنيهم، في أن تنمّي قدراتك وإمكانياتك. في أن تكون مُفيدًا بكل صورة ـ وإلا فستضُرّ وتُضَرّ.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net