الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إيليا يتوسل ضد شعبه!
أَم لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في إيليا؟ كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل ( رو 11: 2 )
لقد أدّى انشغال إيليا بنفسه إلى امتلائه بمشاعر قاسية تجاه شعب الله الضال حوله «أم لستم تعلمون ماذا يقول الكتاب في إيليا؟ كيف يتوسل إلى الله ضد إسرائيل!» .. «يتوسل ... ضد إسرائيل»! مادحًا نفسه ومُسيئًا إلى الشعب! هل يليق هذا بشاهد أمين لله؟ وهل بكلماته هذه يعكس مشاعر قلب الله وطول أناته على شعبه، وعدم رفضه لهم بالرغم من ضلالهم وخطاياهم؟ لقد تكلم «موسى» بطريقة مُغايرة تمامًا، ولذلك من المشجع أن نستمع إلى توسله المؤثر إلى الله من أجل إسرائيل بعد عبادتهم للعجل الذهبي (خروج32، 33). ومع أنه كان يشعر بالجُرم العظيم الذي ارتكبوه في حق «يهوه»، لكن لم تخرج من فمه في حضرة الله كلمة ردية عنهم. بل على العكس، أصرّ على تذكير «يهوه» أنهم شعبه بالرغم من جُرمهم الشنيع، وأن مجد اسمه مرتبط ببركتهم، وكان مستعدًا أن يمحو الله اسمه من الكتاب الذي كتبه، بدلاً من أن يرفضهم.

فلننتبه إلى هذا المبدأ جيدًا، لأننا أحوج ما نكون إليه اليوم. إن انتفاخ الذات، وانشغالنا بأمانتنا نحن في الشهادة، يُولِّد مشاعر خطيرة في قلوبنا تجاه شعب الله حولنا، تجعلنا لا نصلح أن نتوسل إلى الله من أجلهم. وهل يدهشنا أيضًا، إذا أثمرت مشاعرنا غير اللائقة تعليقات الناس الساخرة «صحيح أنكم أنتم شعبٌ (الشعب)، ومعكم تموت الحكمة!» ( أي 12: 2 ).

وفي حالة إيليا كان لشكواه نتائج مختلفة تمامًا عما كان يتوقع. «فقال له الرب: اذهب راجعًا في طريقك ... وامسح أليشع بن شافاط ... نبيًا عوضًا عنك». دروس خطيرة هذه، وما أسعدنا إذا تعلمناها بحق! فتعظيمنا لأهمية أنفسنا في الشهادة يؤدي إلى الاستغناء عنا كشهود كُلية، وأن يأخذ آخرون مكاننا. ألا نرى هذا يحدث للأسف؟ ألا نسمع البعض يقول نحن الشهود الأمناء، نحن كنيسة فيلادلفيا، كل ما عدانا تقريبًا هو في كنيسة لاودكية. والنتيجة المُحزنة هي أننا عندما نبحث عن عمل روح الله الخاص، لا نجده في الذين يمدحون أنفسهم هكذا، بل بين الآخرين الذين لديهم معرفة أقل بكلمة الله كحروف. وهي نتيجة حتمية لسماحنـا لأنفسنا بالتعدي على مكانة الله في عقولنا وقلوبنا «وأما مَن افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس مَن مدح نفسه هو المُزكى، بل مَن يمدحه الرب» ( 2كو 10: 17 ، 18).

و.و. فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net