الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُصادقة يهوذا للعالم
وحدث في ذلك الزمان أن يهوذا نزل من عند إخوته ... ونظر يهوذا هناك ابنة رجلٍ كنعاني اسمه شوع، فأخذها ودخل عليها ( تك 38: 1 ، 2)
ترك يهوذا إخوته لينضم إلى عالم الكنعانيين (التجارة) بكل فساد طابعه، وبكلمات الكتاب «إن يهوذا نزل من عند إخوته» مُشيرًا إلى طابع طريق الانحدار الذي بدأه، بل ومُنذرًا القارئ بحقيقة أن ما يتبع هذا لا بد أن يتسم بالشر. فنتائج انحدار يهوذا الإرادي ستكون شديدة، وكان عليه أن يتعلَّم أنه لا يمكن أن يُشبع ملذاته دون حصاد الأحزان. وكان عليه أن يتعلَّم أيضًا أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا ( غل 6: 7 ).

ومن المؤسف حقًا أن نرى هجر يهوذا لأمان العائلة وأفراح صُحبة إخوته، كما كان قلبه قد سبق وابتعد بعيدًا عن أفراح الشركة مع أبيه ( تك 37: 26 ، 27). والآن ها هو يأخذ خطوة جديدة بها يترك إخوته. لقد رأينا هذا الأمر مِرارًا وتكرارًا مع أولئك الذين فترت قلوبهم فتبعت أقدامهم انحدار أفكارهم مع الوقت. إن القلب التائه عن الله هو فريسة سائغة لخداع البشر وأفكارهم، ومَن يسير بلا شركة مع الله لا بد أن تكون له علاقة بأهل العالم الأشرار.

ثم نرى أن انحدار يهوذا أتى به إلى أوثق الروابط بابنة رجل كنعاني اسمه شوع، فأخذها ودخل عليها (ع2). هنا نجده يكرر خطية عيسو الذي كانت زيجاته سبب مرارة لوالديه ( تك 26: 35 ). لم يحمل يهوذا أي تقدير للقرار القديم الذي اتخذه إبراهيم حينما قال لعبده: «لا تأخذ زوجةً لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكنٌ بينهم» ( تك 24: 3 )، كما لم يكن لديه أي وازع ندم من أن يتزوج من وثنية «بنت إلهٍ غريبٍ» ( ملا 2: 11 )، أما اليوم فإن المبدأ واضح للمؤمن حيث نجد التحريض في 2كورنثوس6: 14 «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين».

وكان المعيار الذي اتخذه يهوذا لاختيار زوجته واضحًا من عبارة «ونظر يهوذا هناك ابنة رجلٍ كنعاني اسمه شوع، فأخذها ودخل عليها» (ع2)، تمامًا كما فعل شمشون بعد سنوات كثيرة «ونزل شمشون إلى تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين، فصعد وأخبر أباه وأمه وقال: قد رأيت امرأةً في تمنة من بنات الفلسطينيين، فالآن خُذاها لي امرأة» ( قض 14: 1 ، 2). لم يكن لديه فكرة الاختيار حسب فكر الرب ( تك 2: 18 ، 24)، وهكذا تحرك يهوذا بدوافع وضيعة «لأن .. شهوة العيون .. من العالم» ( 1يو 2: 16 ).

إ. ن. ك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net