الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 نوفمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بدم نفسه
وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرةً واحدةً إلى الأقداس، فوجد فداءً أبديًا ( عب 9: 12 )
إن دم المسيح قد أهَّل المؤمن للوقوف بضمير كامل في حضرة الله ( عب 9: 8 - 14؛ 10: 1، 2)، فلم تبقَ خطية ما على الضمير، ولم يبقَ للمؤمنين ضمير خطايا فيما بعد، ومع أننا نشعر طبعًا بالخطية الساكنة فينا، ولكن دم المسيح يطهرنا من كل خطية، فالخطية بعيدة عن العابد في حضرة الله بُعدها عن المسيح الذي حملها، لأنه قد اكتسى بثوب بر الله؛ ذلك الثوب الذي لن يتحصَّل عليه أعظم رئيس للملائكة، ولو كان يمكن للحسد أن يتطرق إلى الملائكة، لكان أول ما يحسدونا عليه هو أن ثيابنا أبهى من ثيابهم. إن الثياب المغسولة بالدم ستكون أنصع الثياب بياضًا وأشدها لمعانًا في السماء، بل ستكون نظير ثياب المسيح نفسه له المجد.

ثم نلاحظ أيضًا أننا قد أصبحنا مؤهّلين لدخول السماء بنفس المؤهل الذي دخل به المسيح، فالمسيح قد دخل بدم نفسه وبفضل ذلك الدم ( عب 9: 12 )، وهكذا نحن أيضًا، فهو لم يدخل إلى السماء ببره الذاتي المفرد فقط، بل دخل بنفس المؤهل الذي منحه لشعبه. لأنه إذ قد أُحصيَ مع أثمة، دخل إلى السماء بنفس الحق الذي يؤهل الأثمة للدخول هناك. من ثمَّ نرى أن نفس الترحاب الذي قوبل به المسيح ونفس القُرب الذي له من العرش ينتظران كل مؤمن بذلك الدم الكريم.

لما رجع المسيح إلى السماء كالغالب المنتصر بدم نفسه، لم يكن للسماء إلا أن ترحب به، ونحن أصبح لنا نفس الحق بالدخول ونفس الترحاب المجيد. ولكن أين يضع دم المسيح المؤمن؟ هل من داخل باب السماء فحسب؟ كلا، بل في قُدس الأقداس، في نفس القُرب الذي للمسيح. مرة قال لي أحد المسيحيين وأنا أتكلم في هذا الموضوع: ”إني لا أؤمن في كل ذلك، ولا أطمع في أكثر من الوجود هناك بوابًا“. فقلت له: ”هذا يُرضيك أنت ولكنه هل يُرضي المسيح؟ هل يرضي العريس المُحب أن يترك عروسه في مركز البواب؟ هل يرضى أن يأخذ مركزه على مائدة الهناء والفرح ويترك العروس المحبوبة واقفة على الباب لكي تفتح لكل طارق؟ إن هذا ليس إلا تواضعًا كاذبًا، وليست هذه الأفكار إلا مُهينة للمسيح. صحيح إننا هنا على الأرض نفضِّل الوقوف على العتبة في بيت الرب على السكن في خيام الأشرار، وأما هناك فيجب أن تكون عروس الخروف معه حيث هو وكما هو إلى الأبد.

سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net