الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 نوفمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرنيليوس واللص التائب
كرنيليوس، قائد مئة ... تقيٌ وخائف الله مع جميع بيته، يصنع حسَنَات كثيرة للشعب، ويصلي إلى الله في كل حين ( أع 10: 1 ، 2)
إن للشيطان طريقتين لغواية النفوس وإبعادها عن الحق، فهو يأتي للشخص الواحد ويهمس في أُذنيه قائلاً: ”إن حالتك أفضل بكثير من غيرك، فلا تحتاج إلى خلاص“، ويهمس في أذني الآخر قائلاً: ”إنك في حالة رديئة جدًا، لا أمل لك في الحصول على الخلاص“.

وإننا نجد جواب الحالة الأولى في قصة كرنيليوس، وجواب الحالة الثانية في اللص المصلوب. فإذا كان شخص ما قد انخدع بغواية الشيطان وافتكر أنه لا حاجة له إلى الخلاص بموت المسيح، وإذا كان يعتبر نفسه أنه غني عن الخلاص لأن أعماله حسنة، إذ إنه لا يرتكب الجرائم، ولا يقصد بالناس سوءًا، وفي الوقت نفسه يتمم واجباته نحو عائلته وأولاده وخَدَمه وجيرانه ورؤسائه، وكذلك من نحو عبادة إلهه؛ إذا كان يظن أنه بذلك قد استغنى ولا حاجة له إلى شيء، فليعلم أنه لم يَزِد في صلاحه عن كرنيليوس الذي أرسل إليه الله ملاكًا من السماء شاهدًا بصعود صلواته وصدقَاته تذكارًا أمامه، ولكن هل استطاعت تلك الصلوات والصدَقَات أن تخلِّصه؟ كلا. فإنها إنما أظهرت إخلاصه وشوقه إلى معرفة الحق، وقد تنازل الله في رحمته فأعلن له الحق في يسوع المصلوب والمدفون والمُقام من الأموات. لا نقول إن أعماله لم تكن نافعة، لأنها كانت كذلك، ولكن مع نفعها لم تستطع أن تخلِّصه، مما يبين بكيفية جلية أن لا خلاص لأفضل الناس وأتقاهم بغير موت ابن الله الكفاري.

أما الذي يقول: ”حالتي رديئة وتَعِسة جدًا. ذنوبي أعظم من أن تُمحى، وحالتى أحط من أن تصل إليها رحمة الله“، فإننا نقول له انظر إلى حادثة اللص المصلوب ترى أنه قلما يوجد شخص وصل إلى درجة انحطاطه وإجرامه، فقد كان لصًا مجرمًا محكومًا عليه مُسمرًا على الصليب، قضت عليه قوانين الحكومة بالإعدام قصاصًا على جرائمه، فضلاً عن ذلك نراه وهو على حافة الأبدية يجدف ويتهكم على ابن الله. وربما يقول قائل إن اللص لم يكن يعرف ابن الله وقت تجديفه عليه، فنقول إن هذا صحيح، ولكن تجديفه في وقت كهذا يعبِّر عما وصلت إليه نفسه من الانحطاط والشر، ومع ذلك فلم يكن ذلك الشخص أبعد من منال محبة الله، بل قد كانت حالته فرصة لإظهار انتصار تلك المحبة المجيدة «لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك» ( لو 19: 10 ).

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net