الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفُلك .. كمال عمل المسيح
فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي ... فها أنا مُهلكهم مع الأرض. اصنع لنفسك فُلكًا.. ( تك 6: 13 ، 14)
كان الطوفان، ذلك الغمر الجارف؛ دينونة الله العاصفة على شر الإنسان وخطيته، بينما كان الفلك هو الطريق الإلهي الوحيد للخلاص المُقدَّم للإنسان مُمثلاً في نوح وعائلته. وهو إشارة إلى كفاية شخص المسيح وعمله «الذي مثاله يخلِّصنا نحن الآن .. بقيامة يسوع المسيح» ( 1بط 3: 21 ).

كان الفلك من تصميم الله وتخطيطه. الله هو الذي دبَّره لاستبقاء حياة للجنس البشري من دينونة لم تُبقِ نسمة واحدة من العالم الأثيم. هذا الفلك لم يكن شيئًا غير عادي بل مألوف المنظر، صورة للمسيح كمَن أتى في شبه الناس ( في 2: 7 ، 8).

صُنع من خشب جفر إشارة إلى إنسانية ربنا يسوع المسيح. وكان مطليًا بالقار من الداخل والخارج، فما كان يسمح بنفاذ قطرة واحدة من مياه الدينونة إلى الذين هم فيه، والذين احتموا به، لا شر ولا خطر، إشارة لكفاية شخص المسيح وعمله لمَن يحتمي فيه «إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع» ( رو 8: 1 ).

كان الفلك متناسب المقاييس ومتناسق الأبعاد، إشارة إلى كمال وجمال إنسانية الرب يسوع المسيح. وكانت له مساكن. فهو فلك واحد وحيد يجمع عشائر وأجناس مختلفة، إشارة إلى لا محدودية الخلاص المُقدَّم للعالم كله «إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون» ( رو 3: 22 ).

وكانت له طوابق تمثل الارتقاء إلى الأعلى وإلى الأعلى، لكن حتى الأدنى مع الأرقى، الكل في أمان. الجميع خلصوا خلاصًا كاملاً مُطلقًا غير مشروط، بغض النظر عما بينهم من فوارق السن والجنس والنوع، إشارة إلى أمان وضمان كل مَنْ يلجأ إلى المسيح.

كان للفلك كوى من أعلى ، الناظر منها يرى السماء، ولا تقع عينه على الجيف الطافية وعفنها. هكذا كان المسيح لنا على الصليب الحِمى من كل دينونة الله المُرعبة على الخطية. وكذلك الأمان والضمان لنا من كل ضرر، وفيه لنا أيضًا أن نُعاين الله في وجهه ( 2كو 4: 6 ).

«والداخلات دخلت ذكرًا وأُنثى من كل ذي جسدٍ كما أمره الله. وأغلق الرب عليه» ( تك 7: 16 ). إن الله الآن يأمر ويدعو كل خليقته لتدخل إلى فلك النجاة الوحيد، وتحتمي به من القضاء الرهيب الذي سيأتي حتمًا عن قريب.

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net