الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا الألم؟
لأنه قد وُهِبَ لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجله ( في 1: 29 )
لماذا يسمح الرب لأتقيائه بالألم في هذا العالم؟ ولماذا يعاني الصدّيق في الأرض؟

يعلِّمنا الكتاب المقدس أن الذي يحبه الرب يؤدبه ( عب 12: 6 )، وقال المرنم: «خيرٌ لي أني تذللت» ( مز 119: 71 ). ثم إن اختبارات القديسين السابقة، وهي تُشبه اختباراتنا نحن أيضًا، علَّمتنا أن الظروف المرتبة هنا على الأرض كثيرًا ما كانت سبب خسارة روحية لنا. إن الرب «يعرف جبلتنا» ( مز 103: 14 )، ولذلك فهو يعرف أن الرخاء كثيرًا ما قاد الإنسان إلى الابتعاد عن الله. إن الشدة تجعلنا نلتصق بالرب، بينما الحياة السهلة عادةً ما تبعدنا عنه. ونذكر أن الشعب في أيام سفر القضاة كانت أيام الراحة التي تلي انتصاراتهم تقودهم إلى العبارة الأسيفة: «وعاد بنو إسرائيل يفعلون الشر في عيني الرب»، بينما أيام الذُل كانت عادةً تقود إلى العبارة الأخرى المتكررة: «وصرخ بنو إسرائيل إلى الرب إلههم»، من ثم كانت التوبة تقود إلى النُصرة.

وليس فقط الضيق خيرًا للقديس، بل كثيرًا ما قادت ظروف الحياة المعقدة، النفوس غير المُبالية بأمر خلاصها، موجهة إياهم للاهتمام بالأبدية والتصالح مع الله. وهذا معناه أن الظروف الصعبة ليست كلها شر، فخيرٌ كثير ممكن أن ينتج منها.

إن الإنجيل المُستحدث، ”إنجيل الصحة والغنى“، يبشِّر مَن يأتي إلى المسيح بأن تكون شمسه مُشرقة باستمرار، بينما على الطرف الآخر، أولئك الذين ليس لهم علاقة بالرب يجب أن تكون حياتهم سلسلة من المتاعب المتصلة. لكن أين في الكتاب المقدس نجد مثل هذه الأفكار؟ إن مَن يقول مثل هذا الكلام يبدو وكأنه لا يعرف الكتاب مطلقًا. أ لم يَقُل المسيح لتلاميذه: «في العالم سيكون لكم ضيق» ( يو 16: 33 )؟ أ لم يَقُل أيضًا: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم، ويتبعني» ( لو 9: 23 ). أَوَ لم يَقُل الرسول: «إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله» ( أع 14: 22 )؟ ويقول أيضًا: «لأنه قد وُهبَ لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجلهِ» ( في 1: 29

أخي العزيز .. تذكَّر أن الألم الذي نعانيه إنما هو إلى لحظة، وأن التمتع بالخطية هو أيضًا إلى لحظة، فسرعان ما ستنتهي تجارب المؤمن، وسرعان ما سيقول الشرير للتنعمات وداعًا. وما سيفرق حقًا إنما هو الأبدية التي لا نهاية لها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net