الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حياة المفديين العملية
افتُديتم .. بدمٍ كريمٍ .. فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة .. فاطرحوا كل خبثٍ وكل مكرٍ والرياء والحسد وكل مذمة ( 1بط 1: 18 - 2: 1)
في أيامنا السابقة قبل أن يدخل المسيح إلى حياتنا، كنا بعيدين عن الله، ونحيا الحياة الباطلة التي عاشتها الأجيال الساقطة. إننا قد افتُدينا من هذه الحالة، ولقد كانت القيمة التي قدّرها الله لفدائنا، تتضح من التكلفة الباهظة التي تكلفها في الصليب. إننا لم نُفتدَ بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل «بدمٍ كريم، كما من حملٍ بلا عيبٍ ولا دنسٍ، دمِ المسيح» ( 1بط 1: 18 ، 19). والحَمَل كان معروفًا سابقًا من الله قبل تأسيس العالم، ولكنه أُظهر في وقته للمؤمنين، وبواسطته نُستحضر لله لنسلك أمامه بالإيمان والرجاء، عالمين أن الله أقام المسيح من الأموات وأعطاه مجدًا. وإيماننا في الله الذي يستطيع أن يُقيم الموتى، ورجاؤنا في الله الذي يعطي المجد. وهكذا كمفديين، نتميز بالإيمان والرجاء بالله (ع20، 21).

ونحن أولاد بالارتباط بالآب، ونحن مفديون بالارتباط بعمل المسيح، ونحن إخوة بالارتباط أحدنا بالآخر. ولهذا نُحرَّض كإخوة «فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة» (ع22). و”القلب الطاهر“ تتحصل عليه النفس التي تتطهر من كل شر ومن كل دوافع ذاتية التي تعوق انسياب المحبة بطاعة الحق.

إن علاقاتنا كإخوة لا تعود إلى الميلاد الطبيعي، كما كان مع إسرائيل، بل تعود إلى الولادة الروحية عندما «ولدنا ثانيةً ... بكلمة الله» (ع23). وبهذه الولادة الثانية نلنا طبيعة جديدة، وهي ذات الطبيعة التي هي المحبة، وبالرغم من الاختلافات الاجتماعية العديدة، فإننا قادرون أن يحب أحدنا الآخر. فالحياة والعلاقات التي تنساب من هذه الولادة الجديدة هي باقية ودائمة ككلمة الله التي تُولد بها النفس. فكلمة الله ”حية وباقية إلى الأبد“، حتى أن كل مَن وُلد ثانيةً يدخل إلى الحياة وإلى العلاقات التي لا يمسها الموت أو نهاية الزمان.

وإذ وُلدنا من الكلمة، وامتلكنا طبيعة جديدة برغبات جديدة، كما امتلكنا الحق الذي نُطهر به نفوسنا، فإن الرسول يحذرنا من شرور الطبيعة القديمة التي تعوق محبتنا بعضنا لبعض، وكذلك نمونا الروحي. وعلينا أن نطرح الخبث الذي يضمر الأفكار الشريرة تجاه الآخرين، والمكر الذي يخفي حقيقتنا، والرياء الذي يدّعي ما ليس فينا، والحسد الذي يقود إلى الافتراء على مَنْ نحسده.

هامتلون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net