الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 يناير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كما رفع موسى الحية
وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 14 ، 15)
إن الحية في البرية ( عد 21: 4 - 9) فيها إشارة ظاهرة إلى المسيح في علاقته بالخاطئ غير المؤمن. والحية ذاتها هي رمز للخطية، والنحاس رمز للدينونة والقضاء. فالحية النحاسية الموضوعة على خشبة تُشير إلى الخطية التي دينت. لما سُمِّر الرب يسوع المسيح على الصليب ورُفع لكي يموت تحت قضاء الله العادل، كان يحمل خطايانا في جسده هناك، والله جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا لنصير نحن ـ بالإيمان به ـ بر الله فيه ( 1بط 2: 24 ؛ 2كو5: 21). فالمسيح المُعلَّق فوق الصليب احتمل في جسده دينونة الخطية، وكل مَنْ ينظر إليه نظرة الإيمان، كل مَنْ يثق فيه ويؤمن به لن يهلك بل تكون له الحياة الأبدية. فما أجمل هذه الحية النحاسية المرفوعة على راية في البرية في إشارتها للمسيح، فقد قال الرب لموسى عن هذه الحية النحاسية «كل مَن لُدِغَ ونظر إليها يحيا» ( عد 21: 8 ).

لم يكن للعقل البشري ولا للمنطق الإنساني أي دخل في هذا الخلاص، ولم يكن يدخل في الحسبان نوع الإسرائيلي الذي أخطأ؛ أ هو رجل أم امرأة، أ هو شيخ أم حَدَث، أ هو مُشرف على الهلاك من لدغة الحية أم كان سُمها لم يَسرِ بعد في جسده، لكن الأمر توقف على شيء واحد فقط هو نظرة الإيمان التي تجيء نتيجة تصديق كلام الله وأمره. بهذه النظرة كان يُشفى الملدوغ. ولم يكن أيضًا للراية التي رُفعت عليها الحية، ولم يكن لموسى الذي صنع تلك الخشبة، ولا لأي شيء آخر دخل في شفاء الإسرائيلي الملدوغ التائب. لكن في النظرة إلى الحية، النظرة نتيجة التصديق القلبي، كان كل الشفاء.

هكذا الحال مع المسيح في يومنا الحاضر، فإن الخلاص يُعطَى والحياة الأبدية توهَب لكل مَنْ ينظر نظرة الإيمان للمسيح المصلوب، كما أن الشركة تُسترَّد وتعود العشرة بين المؤمن وبين ربه على أساس هذه الواسطة نفسها، ولا عِبرة بالخطية صغيرة كانت أم كبيرة، بل العِبرة بالمسيح الذي إليه ننظر للخلاص ولاستعادة الشركة. كما أنه لا بأعمالنا ولا بمجهوداتنا ولا بشعورنا ولا بمعاشراتنا ولا بمعلمينا ولا بعضويتنا في الكنائس ولا بمعموديتنا يمكننا أن نخلُص، ولا حتى بنظرتنا إلى خشبة الصليب نفسها، بل الخلاص بالمسيح نفسه وحده.

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net