الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إرميا ونجاحه
تمَّ ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة، ثمن المُثمَّن الذي ثمَّنوه من بني إسرائيل، وأعطوها عن حقل الفخاري ( مت 27: 9 ، 10)
في البداية دعنا نسأل: ما هي مقاييس العالم وتصوره للنجاح؟ هل هو التقدم الذي يُحرزه الفرد ويحصل عليه؟ أم الناجح هو القائد الشهير الذي يجتذب إليه الجموع لسماعه، واتباعه؟ أم هو ذلك الشخص الذي تلتف الجماهير حوله إعجابًا بشخصيته؟ أم هو ذاك الذي يحترمه ويوقره الجميع؟ هل هو ذو الشخصية الجذابة، وصاحب الشُهرة والنجاح المتميز؟ هذه هي مقاييس العالم النمطية والمعروفة.

لهذه الأسباب جميعًا، ينظر العالم بعين الاحتقار إلى شخص مثل إرميا باعتباره فاشلاً وبائسًا. فرغمًا عن أن الله قد اختاره نبيًا له، وهيأه وأعدّه لخدمته، حتى أنه قضى أربعين سنة يخدم الرب بكل أمانة مُحذرًا شعب الله المختار قديمًا ومُناديًا بالتوبة، مؤكدًا أن الدينونة والعقاب آتيان، إلا أنهم رفضوه، واحتقروه، وسجنوه، حتى إنهم في النهاية نفوه خارج البلاد. لقد تعرَّض لضربات وحبس مرات عديدة، وتُرك في بئر حتى الجوع، ووضع ضمن زُمرة الخوَنة حينما دعا للخضوع للبابليين بينما كان هجومهم وشيكًا ( إر 11: 19 ، 20؛ 18: 18؛ 20: 2، 26). لقد أُسيء فهمه، وأُسيئت مُعاملته، ولم يكن له سوى أصدقاء قليلون، وكان الناس يتجاهلونه، وظل موضع سخرية إذ حسبوه ”النبي المشئوم“ وكانت إنذاراته موضع السخرية. وبكل المقاييس العالمية كان إرميا فاشلاً حقيقةً، إلا أنه كان قد تعلَّم أن حياته ليست مِلكه، وامتلأ بالثقة في أن يحيا للرب «صانع الأرض بقوته.. مؤسس المسكونة بحكمته، وبفهمه بَسَط السماوات» ( إر 10: 12 ).

لكن ما هو رأيك أنت عزيزي القارئ؟ إن نجاح النبي لم يكن بحسب هذه المقاييس العالمية، بل بمقاييس الله فإن النبي يُعتبر من أكثر الأنبياء نجاحًا في الكتاب المقدس. ولقد أعلن الرب تقديره لهذا النبي، رغمًا عن عدم تقدير العالم له واعتباره فاشلاً وبائسًا. فقد أكد الرب نجاح إرميا المتميز أربع مرات على الأقل في الوحي المقدس ( عز 1: 1 ؛ دا9: 2؛ مت2: 17؛ 27: 9)، وفي كل منها يذكر الكتاب أن نبواته قد تمت بكاملها. وبكل يقين، فإن كلمات ربنا يسوع المذكورة في متى25: 13 تتضمن إرميا أيضًا «نعِمًا أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينًا ... ادخل إلى فرح سيدك» وبالنسبة إلينا نحن المؤمنين، الذين تعرَّفنا على الرب وعرفناه، لا يوجد أفضل من هذه المقاييس للنجاح.

لاري أوندرجاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net