الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 4 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاقة الفاغية
صُرة المُر حبيبي لي. بين ثدييَّ يبيت. طاقة فاغية حبيبي لي في كروم عين جَدي ( نش 1: 13 ، 14)
يعتقد البعض أن الفاغية هي غصن الحنّاء يُزرع مقلوبًا فيُخرج زهرًا أطيب من الحنّاء. وفي هذا نرى صورة جميلة لعمل ربنا المبارك الذي أخلى نفسه آخذًا صورة عبد، وإذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب، لقد نزل إلى أقسام الأرض السُفلى ـ «إلى تراب الموت» ( مز 22: 15 ). هو حبة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت فأتت بثمرٍ كثير. نعم، لقد مات ربنا المبارك وقام أيضًا فأتى بثمرٍ كثير، ونحن ثمر عمله. وكلمة «فاغية» باللغة العبرية هي ”كوفرcopher “ بمعنى كفارة، وتبارك اسم إلهنا لأن ربنا يسوع المسيح الذي مات وقام من بين الأموات بمجد الآب «هو كفارة لخطايانا» ( 1يو 2: 2 ).

وإن كانت «صُرَّة المُرّ» المذكورة أولاً تُشير إلى آلام المسيح وموته كمَن «أُسلِم من أجل خطايانا»؛ أعني ”المسيح على صليب الجلجثة“، فإن «طاقة الفاغية» تُشير إلى المسيح في القيامة: أي كمَن «أُقيم لأجل تبريرنا». نعم، إن صُرَّة المُرّ وطاقية الفاغية المُزهرة يُعيدان إلى أذهاننا آلام الصليب ومجد القيامة، ويقوداننا لأن نفكر في ذاك الذي بذل نفسه لأجلنا، والآن نراه مُكللاً بالمجد والكرامة.

وكما أن الحبيب للعروس كصُرَّة المُرّ وبين ثدييها يبيت (أي أنه بالإيمان في قلبها، ولا يستطيع العالم أن يراه لأنه لا يعرفه إذ هو مختبئ في أحشائها، ولكنها فقط تحمل رائحته الذكية ـ رائحة صُرَّة المُرّ ـ في كل حين، وفي كل مكان)، فهو أيضًا حبيبها الذي لها «كطاقة الفاغية» (أي كزهور الحنّاء) التي تنشر رائحته الذكية في الأرجاء الفسيحة فيعطّر الهواء برائحته المُنعشة. فهو ليس مستقرًا في قلبها كغرضها وموضوع تعلقها وتعبدها فحَسبْ، ولكنه أيضًا محمول على يديها على مرأى من جميع الناس، هو موضوع شهادتها، لذا تُعلي اسمه للجميع ـ لا بكلامها فقط، بل وبإظهار صفاته في حياتها ـ إنه حبيبها وتدعو الجميع لأن يختبروه مثلها «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» ( مز 34: 8 ).

إن الشهادة العَلَنية لربنا يسوع المسيح «كطاقة الفاغية» إنما نتيجة شركتنا السرية معه «كصُرَّة المُرّ» الذي يحتل مكانه بالإيمان في قلوبنا.

فأنا أحيا سعيدًا في التِصاقي بالأمينْ
شاكرًا أشدُو لرَبِّي معْ جُموعِ المؤمنينْ

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net