الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 30 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمشون وفقدان الانتذار
وأنامته (دليلة) على ركبتيها ودَعَت رجلاً وحلقت سبع خُصل رأسه، وابتدأت بإذلاله، وفارقته قوته ( قض 16: 19 )
قلبي على شمشون النائم على ركبتي دليلة! أين لنا بمَنْ يصرخ في وجهه بكل ما أوتي من قوة: «استيقظ أيها النائم»! إنك مثل النائم في زورق يغرق! أنت على وشك الوقوع في الشَرَك، فاستيقظ قبل فوات الأوان! قبل أن يُقص شعرك. قبل أن تقع في الأسر مع مَنْ لا يرحمون! قبل أن يقلعوا عينيك وتمسي في عمى كامل! قبل أن تنتهي شهادتك قبل الأوان، وتضطر أن تنهي حياتك بيديك!

على أنه لا طائل من الصراخ الآن في وجه شمشون، لذلك فإني أتحول إلى كل شخص في مثل وضع شمشون النذير، يُنتظر منه الكثير. أصرخ في وجه كل شاب يقترب من نار الشهوة المدمرة برجليه، وأصرخ به: تنبَّه ماذا أنت فاعل. تحذَّر فإن معظم النار من مُستصغر الشرار. تذكَّر كلمات الحكيم: «أ يأخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟ أَوَ يمشي إنسان على الجَمر ولا تكتوي رجلاه؟» ( أم 6: 27 ، 28).

وما أن نام شمشون حتى جاء الحلاق، وكان جاهزًا بالموسى لينقَضّ على شعر النذير. وبعد أن قص شعره، سمع شمشون الصرخة الأثيرة: «الفلسطينيون عليك يا شمشون». فقام وانتفض كما في المرات الأُول «ولم يعلم أن الرب قد فارقه!».

وما قاله شمشون لدليلة في قضاة16: 17 عن مُفارقة قوته له، يُعَد كارثة كبرى. لكن قمة المأساة في الحقيقة، التي لم يعمل لها شمشون حسابًا، ما يسجله الوحي في ع20 أن «الرب قد فارقه» وهي يقينًا أكثر عبارات سفر القضاة حزنًا، وربما تكون واحدة من أكثر العبارات في كل الكتاب المقدس مدعَاة لذرف الدموع!

ثم يقول الوحي: «فأخذه الفلسطينيون وقلعوا عينيه، ونزلوا به إلى غزة»! ومأساة شمشون هذه تكررت بعد ذلك مع مدينة بأكملها، تركها الرب نتيجة خطاياها. ويحكي لنا إرميا مأساتها فيقول عنها إنها: «تبكي بُكاءً في الليل، ودموعها على خديها ... أصحابها غدروا بها، صاروا لها أعداء» ( مرا 1: 2 ). لقد جاء نبوخذنصر الذي لا يرحم، وسوَّى بها الهوايل. ومن فرط رحمة الرب أعطى هذه المدينة الآثمة فرصة ثانية، وأتى إليها رب المجد بنفسه، فرفضوه وصلبوه، من ثم جاء تيطس الروماني وفعل بها ما تشيب لهوله الولدان! والدرس الأسيف المتكرر دائمًا وأبدًا، أن الذين يلعبون بالخطية، لا يفكرون في عواقبها المُرّة ( تث 32: 28 ، 29).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net