الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التباهي والتفاخر بالشر والفساد!
وأمسكوا أميري المديانيين غُرابًا وذئبًا، وقتلوا غرابًا على صخرة غراب، وأما ذئب فقتلوه في معصرة ذئب ( قض 7: 25 )
قد نتعجب كثيرًا أن نرى إنسانًا يُدعى اسمه ”غراب“! فعادة تُطلق الأسماء بمعاني توحي بالعظمة والسلطان، أو توحي بصفات نبيلة راقية، أو توحي بمغزى روحي، كاستجابة صلاة، أو ما إلى ذلك. فأنْ يدعو آدم امرأته ”حواء“، فهذا كي ما يُظهر قصد الله من إحضارها له، إنَّها أم كل حي. وأن تدعو حواء أول ابن لها ”قايين“، فهذا يوحي باعتزازها به، إذ معنى كلمة قايين: ”اقتنيت رجلاً“، وهكذا نرى في كل الكتاب أسماءً عديدة تحمل معاني رائعة. ولكن أن يُسمي أحدًا ابنه ”غراب“، فهذا يدعو للدهشة والتعجب! فما الذي أعجبه في الغراب حتى أنه يُسمي ابنه به؟

وهذا يُرينا ميل الإنسان الرديء بحسب الطبيعة، أن يفتخر بما هو نجس ورديء، بل ويتباهى به .. «لأنَّ الشرير يفتخر بشهوات نفسه» ( مز 10: 3 ). ألا نجد من أول تاريخ الإنسان؛ الافتخار بالشر. وأن أول شِعرٍ نسمعه كان في تمجيد القسوة والشراسة ( تك 4: 23 ، 24)، ولا يعلم الإنسان في غبائه أن هذا الافتخار الدَنِس يؤدي به إلى الهلاك .. «الذين نهايتهم الهلاك الذين ... مجدهم في خزيهم، الذين يفتكرون في الأرضيات» ( في 3: 19 ).

والعجيب أيضًا أن هناك مكانًا أُطلق عليه: ”صخرة غراب“ ( قض 7: 25 )، نسبة لأمير مديان ”غراب“! لقد امتد اسم أمير مديان ليُطلق على مكان، لكن لأي سبب دُعي اسم المكان ”صخرة غراب“؟ لأنَّه على ذات هذه الصخرة قد قُتل ( قض 7: 25 )!

لقد افتخر أمير مديان وتباهى بالغراب، وها هو يموت على صخرة دُعيَ اسمها ”صخرة غراب“. وبذلك صار هذا المكان مجالاً لافتخار شعب الرب بالانتصار الذي حقَّقه الرب لهم على أمير مديان ”غراب“. كما اتَّخذ الرب من هذا المكان تذكارًا لشعبه، ليؤكد لهم ضمان نُصرتهم على الأعداء ( إش 10: 24 -26).

وإن كان الأشرار يفتخرون بالنجاسة والشراسة، غير أننا لنا افتخارًا أسمى وأرقى بما لا يقاس، وهذا ما يدعونا إليه المرنم: «افتخروا باسمه القدوس» ( مز 105: 3 ). ويؤكده الرسول بولس في رسالتي كورنثوس: «من افتخر فليفتخر بالرب» ( 1كو 1: 31 ؛ 2كو10: 17).

كم هو سعيد مَن يجد سروره ومجده في الرب، قائلاً مع داود: «أما أنت يا رب فترسٌ لي. مجدي ورافع رأسي» ( مز 3: 3 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net