الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس وتوبته الحقيقية
ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار، وطلبتم أن يُوهَب لكم رجلٌ قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه ( أع 3: 14 ، 15)
لقد رجع ضمير بطرس إلى حالته الأولى رجوعًا كاملاً بعد سقطته المُريعة. ولنا على ذلك أعظم وأصدق دليل في سيرة حياته التي تَلَت ذلك. خُذ مثلاً منظر بحر طبرية المؤثر كما هو وارد في يوحنا21. تأمل في ذلك الرجل العزيز المُخلِص، يتزِر بثوبه ويُلقي بنفسه في البحر طلبًا في الوجود عند قدمي سيده المُقام! فهو لا ينتظر السفينة ولا رفقاءه، ولكنه في بساطة الضمير الراجع وحريته الجميلة، يندفع إلى قدمي مخلِّصه. فلا مكان هناك للخوف المعذِب، أو الحاجز العقلي، لا. ولا وجود للشك والتخمين، ولا حساب أيضًا للمسافة، إذ ضميره في راحة كاملة. نعم ويليق به أن يكون كذلك، فطلبة المسيح لأجله ونظرته إليه ( لو 22: 32 ، 61)؛ القسمان العظيمان في خدمة الشفاعة قد تمما عملهما بكل نجاح. ولم يكن هناك أي غبار على ضمير بطرس، ولهذا قد وجد راحته في حضرة سيده. ويا لها من حضرة مقدسة وسعيدة!

خُذ أيضًا دليلاً ثانيًا مؤثرًا وجميلاً للغاية يظهر لك منه رجوع ضمير بطرس رجوعًا كاملاً. انظر إليه في أعمال3. هناك تراه واقفًا بين جمع غفير من اليهود متهمًا إياهم بكل شجاعة بأنهم «أنكروا القدوس البار»، يتهمهم بنفس الشيء الذي ارتكبه هو في ظروف تدعو للّوم. كيف تسنَّى لبطرس أن يفعل هذا؟ وبأي وجه يستطيع أن ينطق بمثل هذا الكلام؟ ولِمَ لا يترك أمر هذه التُهمة الشنيعة ليعقوب أو يوحنا؟ الجواب بسيط للغاية، وهو أن ضمير بطرس قد رجع رجوعًا كاملاً. وقد استقر في راحة تامة، وتطهَّر تطهيرًا تامًا، حتى أنه يستطيع بلا خوف أن يتهم بيت إسرائيل بتلك التُهمة الشنعاء، ألاَ وهي إنكار القدوس البار! هل هذه كانت ثمار التجرد من الإحساس الأدبي؟ كلا، بل هي أثمار الرجوع الإلهي. ولو أن واحدًا من أولئك الذين كانوا مجتمعين في رِواق سليمان قام وعيَّر الرسول بطرس بما فعله هو في إنكار سيده، ذلك الإنكار المُذري، لكان قد جاوبه إجابة من السهل علينا أن نتصوَّر كنهها. فنحن نثق تمامًا أن الرجل الذي «بكى بكاءً مُرًا» على خطيته، يعرف كيف يُجيب على تعيير كهذا. ليس أن البكاء المرّ كان هو أساس رجوعه، كلا. ولكنه كان دليلاً واضحًا على صحة عمل التوبة في نفسه. إن التجرد من الإحساس الأدبي شيء، والضمير الراجع المرتكز والمستريح على دم وشفاعة المسيح شيء آخر.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net