الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 21 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمة الله وأفكار الناس
فجاء نعمان ... ووقف ... فأرسل إليه أليشع رسولاً يقول: اذهب واغتسل سبع مرات في الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهُر ( 2مل 5: 9 ، 10)
وقف نعمان الأممي عند باب النبي أليشع، شخصًا أبرص كريه المنظر بحسب الاعتبار الصحيح، وإن كان في بلاده مُكرمًا مُعتبرًا. وقبل أن تفيض النعمة يجب أن توجد النفس في حالة الشعور بالحاجة العميقة لأن النعمة تُوهَب لا تُكسَب. والفضل لله الذي يمنح، لا للإنسان الذي يقبل «لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هِبة الله فهي حياةٌ أبدية بالمسيح يسوع ربنا» ( رو 6: 23 ). وقد تعلَّم نعمان هذا بوقوفه على باب أليشع وعدم السماح له بالدخول إلى حضرته. فهو أمام الناس رئيس جيوش أَرام، ولكن أمام الله شخص نجس لا يقدر النبي أن يلمسه. أمام حاشيته رجل مُكرَّم مُعتبر، ولكن أمام أليشع ليس له أي اعتبار. أي إنسان قبل ذلك رفض أن يقبل نعمان في محضره؟ بل مَن ذا الذي لا يركض ليتشرف بمقابلته في كل أَرام والسامرة أيضًا؟ ولكن أليشع الذي يعمل لله، والذي له فكر الله بخصوص كل شيء، يبقى داخلاً تاركًا نعمان وحاشيته خارجًا. ولكن ليس المقصود من هذا عدم المُبالاة، لأنه يريد أن يعرِّفه أنه يوجد نبي في إسرائيل (ع8)، ولا المقصود الامتناع عن مساعدته لأنه أرسل إليه رسالة واضحة فيها الوعد الصريح بالشفاء (ع10).

وهذا هو كل ما يبتغيه نعمان، ولكنه لا يريده عن هذا الطريق. لقد سافر من بلاد أَرام إلى السامرة ليبرأ، ولكنه لم يفكر قط في هذه الطريقة، «فغضب نعمان» (ع11). عجبًا! أَ لم يحصل على تعليمات واضحة لشفائه لم يستطع ملك إسرائيل أن يعطيها له؟ «اذهب اغتسل سبع مراتٍ في الأردن، فيرجع لحمك إليك وتطهر». رسالة واضحة ليس فيها غموض، ووعد أكيد ليس فيه شك «تَطهُر». ولكنه اغتاظ ومضى غاضبًا. لماذا؟ وكيف يرفض نعمته؟ نرى الجواب الحق في القول: «هوذا قلتُ». لو كان قد أُمر بأمر عظيم ما تأخر، أما هذه الرسالة البسيطة فلا يقبلها! وهل هو وحده الذي يفعل هذا؟ كم من المرات تقف أفكار الناس في طريق نعمة الله! لقد كان نعمان راغبًا في الشفاء إذا هو أُكرَِم. وكم من الناس يريدون أن يخلصوا على شرط أن تكون لهم فكرة حسنة عن أنفسهم! ولكن طريق الله معهم الآن كما كانت قبلاً، فهو يعمل بالنعمة ولكن للخطاة الأموات في الخطايا، الضعفاء والفجار، الذين لا يستطيعون أن يعملوا شيئًا لخلاصهم، المستعدين لقبوله مجانًا بإطاعة الإيمان.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net