الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا أتى المسيح؟
صنعَ بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا ( عب 1: 3 )
لماذا هذا الشخص العجيب المجيد، الذي فيه يتجمع ويتركز كل شيء، والذي هو قبل كل شيء، لذة الآب ومجدهِ ـ لماذا هذا النور غير المحدود، وهذا السلطان غير المحدود، هذا الجلال غير المحدود؛ لماذا جاء إلى أرضنا البائسة المسكينة؟ لأي غرض ولأي سبب؟ أ لكي يُظهر جلال مجده؟ أ لكي يعلِّم الناس الحكمة السماوية؟ أم لكي يسود بسلطانه العادل القدوس؟ كلا .. لقد جاء ليطهِّرنا من خطايانا. يا لعلو المجد! ويا لعمق الاتضاع! إن جلاله غير محدود، وكذا اتضاعه غير محدود. والسبب في كل ذلك هو عمق محبته غير المحدودة. يا له من سيد مجيد! ويا لها من تضحية فريدة! ويا له من تعبير عن المحبة قد بلغ الذروة «الذي، وهو بهاءُ مجده، ورسم جَوهره، وحاملٌ كل الأشياء بكلمة قدرته ... صنع بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا».

إن الخطية حِمْل كبير وثقيل؛ هي الشرود من بيت الآب إلى كورة بعيدة، هي العقوق والعصيان وإنكار الجميل. بل قُل هي بُغض الله. على أن قوة الله تستطيع أن ترفع الحِمل الثقيل، ومحبته تستطيع أن تبحث عن الخروف الشارد حتى تجده، ونعمته تستطيع أن تتنازل فتُعلن للعدو رسالة الصلح والسلام. ولكن الخطية نجاسة؛ هي ذلك الشيء المكروه والممقوت من الله، الذي ينفر منه ولا يستطيع أن يراه.

والآن، تأمل في خطايانا كنجاسة. تأمل في عددها وفي شناعتها. مَنْ ذا الذي يستطيع أن يزحزح عنا ذلك الإثم المُخيف الذي يفصلنا فصلاً كاملاً وأبديًا عن الله في محبته القدوسة البارة؟ مَنْ يستطيع أن يطهِّر الخطاة حتى يصبحوا كاملين وبلا عيب في نظر الله؟ الجواب: ابن الله جاء ليصنع بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا، ويصنعه (وهذه هي أعجوبة الأعاجيب) «بنفسهِ» .. هذا هو العَجيب والعجيب جدًا، ليس كما كان يُصنع في القديم بواسطة رئيس كهنة مُقام من الناس، وليس بذبيحة حيوانية ودم تيوس وعجول، بل «بنفسهِ». هذا الفريد المجيد الذي أحبنا وتولى قضيتنا وصار واحدًا معنا، ولم يكن يطيق فكرة هلاكنا، لذلك رضيَ أن يحمل على نفسه كل نجاستنا وجميع آثامنا وخطايانا. يسوع الكامل البُغض للخطية والكامل الحُب للخاطئ، يدخل فريدًا وحيدًا في أهوال تلك الدينونة المُرعبة، وهناك في ضيقته تحت ضغطة الدينونة يصرخ: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟» .. إنه ـ له كل المجد ـ صنع بنفسهِ تطهيرًا لخطايانا.

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net