الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الثلاثاء 1 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا الألم؟
لأنه في ما هو قد تألم مُجربًا يقدر أن يُعين المُجربين ( عب 2: 18 )
قد تُصيب الكثيرين من أولاد الله بعضًا من الحيرة والارتباك حينما تُصيب أحدهم تجربة ما. وتزداد الحيرة عندما يُجرب الأتقياء وخدام الله، لكن كلمة الله تُرينا ”لماذا يتألم المؤمنون“:

(1) لتزكية إيماننا:

قد يتسرب إلى نفوسنا ونحن في التجربة أن إيماننا على وشك الإنهيار أو في طريقه لأن يتلاشى. ونظن أنه من الصعب أن نعود إلى حالتنا قبل التجربة. مهلاً، فإن التجربة بنيرانها، والظروف بقسوتها تستبقي في النهاية ”بقية من الإيمان“ الحقيقي والأصيل، هو في نظر الله غالي القيمة جدًا بما يفوق قيمة الذهب. إن هذه البقية الباقية من الإيمان، هي خُلاصة ما تُبقيه التجارب فينا، وسيكون هذا الإيمان عند ظهور المسيح موضوع المدح والتكريم والمجد.

(2) نضوج شخصياتنا:

في باكورة حياتنا الإيمانية، تتميز حياة الكثيرين بطابع الأفراح والحركة هنا وهناك. فنحن نمشي حيث نشاء ( يو 21: 18 ) فلدينا الصحة والطاقة والنشاط، وهذا يجعلنا نحط الرحال أينما أردنا، فالحياة تسير وفق ما نريد. ولكن عندما تأتي التجربة، فقد تجيء خسائر فادحة يصعب تعويضها، أو قد يغزو المرض أجسادنا ويتحتم علينا التعايش معه، أو قد نفقد أحباء لنا .. إلخ. فإن كل هذه التجارب تُدخلنا في طور آخر، فنرى الحياة من زاوية لم نكن قد أدركناها من قبل، إلا أن كل هذه تُدخلنا إلى طور الرجولة الروحية. فإذ نعاني ضعف الجسد، أو الإحباطات النفسية، أو الأحزان العميقة، فلكي نصل بكل هذه إلى نضج لشخصياتنا، لا عن طريق ما هو مُحبب لنفوسنا، بل ما هو غير مرغوب لطبيعتنا.

(3) تأهيل عواطفنا:

إن عواطف المؤمنين تتصف بالإحساس والرقة نظرًا لوجود حياة الله فينا، ولكننا نرى أن الآلام المتنوعة التي نجتاز فيها، تجعلنا أكثر أهلية من الناحية العملية ليكون لنا شعور أعمق بما يجتازه الآخرون من آلام. فالمسيح لكي تكون له الأهلية الاختبارية ليُعين المُجرَّبين ويرثي للضعفاء، كان ينبغي أن يُشبه إخوته في كل شيء لكي يكون رحيمًا ( عب 2: 17 ). فشعورنا بآلام الآخرين تزداد عمقًا كلما اجتزنا نحن ظروفًا مُشابهة. وما يؤهلنا لذلك هو دخولنا في بوتقة الآلام حتى نكون أكثر قربًا من أحباءنا المتألمين، إذ تكون لنا حاسياتهم ومشاعرهم قدر المستطاع.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net