الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آيات مُصاحبة لموته
والقبور تفتَّحت، وقام كثيرٌ من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة، وظهروا لكثيرين ( مت 27: 52 ، 53)
يا لروعة هذه العجيبة. لقد تفتحت القبور التي كانت تضم رفات القديسين، ودخلت في الجثث حياة جديدة! وبعد قيامة «باكورة الراقدين»، الذي هو ربنا يسوع المسيح، خرج هؤلاء أيضًا من قبورهم، وظهروا لكثيرين في المدينة المقدسة. ويُخبرنا الوحي أن الذين قاموا كانوا كثيرين، وأنهم ظهروا في أورشليم لكثيرين. وهذا معناه أن المسيح بموته كسر شوكة الموت، ووضع الأساس لإبادة ذاك الذي كان «له سلطان الموت أي إبليس» ( عب 2: 14 ).

وأما بالنسبة لانشقاق الحجاب، فلقد كان قُدس الأقداس في هيكل أورشليم هو مكان حضور الله الرمزي وسط شعبه. وكان «الحجاب» يفصل بين القدس، حيث خدمة الكهنة، وقدس الأقداس حيث مسكن الله الرمزي. وكان ذلك تعبيرًا عن عدم السماح للإنسان بالاقتراب من محضر الله. لكن يا للدهشة التي أصابت الكهنة بني هارون عندما انشق الحجاب السميك، دون أن تلمسه يد بشرية، فيد الله هي التي شقّته، إذ يوضِّح الكتاب المقدس أن الحجاب انشق من فوق إلى أسفل!

في بداية خدمة المسيح، ليعلن الآب جانبًا عن عظمة ذلك الشخص المجيد، فقد شق السماء له ( مر 1: 10 )، والآن ليُعلن رضاه عن عظمة عمله الذي عمله، فقد شق حجاب الهيكل!

ويعلِّق كَتبة البشائر على هذا الأمر بالقول: «وأما قائد المئة والذين معه يحرسون يسوع، فلما رأوا الزلزلة وما كان، خافوا جدًا وقالوا: حقًا كان هذا ابن الله!» ( مت 27: 54 مت 27: 54 ؛ لو23: 47). لقد كان قائد المئة، المكلَّف مع فرقته بحراسة المصلوبين، وثنيًا، لكنه لما رأى جانبًا من تلك العجائب، فقد أخذته الدهشة. لقد كان شاهد عيان لعملية الصلب، وشدَّه يقينًا مسلك ذلك الشخص الفريد، ورأى الظلمة تكسو المشهد لمدة ساعات ثلاث ثم تنسحب. كما أنه سمع عبارات المسيح السبع التي نطق بها من فوق الصليب، وشاهد الوقار والجلال اللذين كانا له طوال فترة الصلب. ولاحظ كيف دخل إلى الموت بإرادته بعد أن صرخ بصوتٍ عظيم. ثم رأى التلال تترنح والصخور تتشقق. ونحن نعلم أن الزلازل على مرّ التاريخ كانت من أكثر الظواهر الطبيعية التي تُرهب الإنسان وتفزعه. لذلك، فإنه هو والذين معه، لما رأوا ذلك كله، فقد خرجت من أرواحهم المرتعدة تلك الصرخة الواضحة والمُعبِّرة: «حقًا كان هذا ابن الله» (مت27: 54؛ مر15: 39).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net