الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
زوجة أيوب
فقالت له أمرأته: أنت مُتمسك بعد بكمالك؟ بارك الله ومُت! فقال لها: تتكلمين كلامًا كإحدى الجاهلات! أَ الخير تقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟ ( أي 2: 9 ، 10)
انهارت زوجة أيوب تمامًا أمام الضربات التي انهالت تُباعًا. وهذا لا يدهشنا، فالمرأة كما نعلم هي الإناء الأضعف، والمفروض أن الزوج هو القائد في الإيمان والمحبة، كما هو القائد في المسؤوليات التي لا يستطيع أن يلقيها على آخر. على أن هناك ما هو أكثر من هذا التدهور الظاهري للإيمان عند زوجته، فتبدو لنا روحًا مُتمردة استمعت إلى أضاليل الشيطان. وكما أغويت المرأة قديمًا بما احتواه شَرَك الشيطان من مفاتن، هكذا يبدو أن زوجة أيوب هَوَت تحت وطأة اليأس الواضح، اليأس من صراع أيوب ضد بحر من المتاعب.

وفي غالب الأوقات لم تكن نظرات نساء رجال الإيمان على المستوى ذاته مع نظرات أزواجهن. فها هي سارة تُشير على إبراهيم أن يلجأ إلى حلول بشرية لضمان المواعيد. وصفورة تقف، إلى وقتٍ ما، في طريق موسى ليتصرف بالأمانة في وسط أسرته ( خر 4: 24 - 26). وميكال تستهزئ ساخرة حينما كان داود يُعبِّر عن الفرح والحرية اللذين تمنحهما النعمة ( 2صم 6: 16 ؛ 20- 23). فالإيمان لا بد أن يكون أمرًا شخصيًا بين النفس والله، ولا يمكن أن يُنقل من إنسان إلى آخر. على أن الله من الناحية الأخرى يبارك بيت رجل الإيمان بوفرة، ويُفرحه أحيانًا كثيرة، إذ يرى أعزّ الناس لدى قلبه يجدون راحتهم في أمانة الله الذي يدعو الجميع للوثوق فيه.

لا نستطيع أن نقطع برأي في أمر زوجة أيوب. فقد يكون أصل الداء فيها، وقد تكون هي فوجئت بالمناظر الأليمة المُفجعة فأذهلها حزنها الغامر. غير أن أقوالها كانت شريرة جدًا. «أنت متمسك بعد بكمالك؟ بارك (أي العن) الله ومُتْ». ويحسب البعض أن محبتها لأيوب هي عِلّة هذه الأقوال، فلم تقوَ على رؤية الشخص الذي كانت تعزه، يعاني مثل هذا العذاب، فاقترحت عليه أن ينتحر. لكن ندَعها وشأنها مع ذاك الذي يمتحن القلب، ونحاول أن نستفيد لأنفسنا من الجواب النبيل الذي أجاب به أيوب: «تتكلمين كلامًا كإحدى الجاهلات! أَ الخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟». لقد كانت تضم نفسها مع الدنسين الذين يزدرون ويحتقرون الله. كانت ترحب بالخير من يد الله، أما وهو ـ تعالى ـ يراه شيئًا مُلائمًا أن يبعث بالتجربة، فهل نأبى أن نتناولها كما هو يقصد بها خيرًا؟ إن الله هو المُعطي في كِلتا الحالتين.

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net